التباين في اسلوب الخطاب القراني في وصايا لقمان لابنه

التباين في #اسلوب #الخطاب #القراني في #وصايا #لقمان لابنه

د. #عبدالله_البركات

نظرة في قوله تعالى: : وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ

تأتي هذه الاية رقم ١٤ من سورة لقمان معترضة بين وصايا لقمان لابنه ووعظه له. وهي تقطع الوصايا بوصية من الله بالوالدين. لم اجد لدى المفسرين التي اطلعت على كتبهم تفسيرا لذلك. فاغلبهم تجاهل هذا الاعتراض وقليل منهم مثل القرطبي وابن عاشور اشار اليه وعزاه بعضهم الى التأكيد واخرون الى منع الاعتقاد ان الوصية خاصة بابن لقمان. وتفسيرهم هذا قد يكون ممكناً، الا ان الاهم من ذلك برأيي ان وصايا لقمان التي سبقت هذه الاية كانت متعلقة بالنهي عن الشرك ووصاياه التي لحقتها تحدثت عن عدالة الله ومحاسبته على الصغيرة والكبيرة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر الى اخر الوصايا المعروفة. اي انها لم تكن بشيء يخص لقمان نفسه. اما الوصية بالوالدين فشيء يخص لقمان وزوجه. ووصية الاب الى الابن بخصوص نفسه وزوجه أمر عسير على النفس فيه طلب من الابن الاحسان، وهو موقف ضعف لا يلجأ اليه الابوان الا في حالة الضعف الشديد والحاجة مع عقوق الابناء. وهو استجداء لا يهون على نفس الاب فعله. لذلك اعفى الله لقمان من ذلك الموقف وأغناه عن تذكير ابنه بحقه وحق امه وتولى تعالى بنفسه الامر فجاء الامر من آمر الى مأمور ومن غني الى فقير ومن قوي الى ضعيف على عكس ما كان سيكون لو طلبه لقمان من ابنه.
والان أقرأوا هذه الايات وتأملوا فيما سبق:

مقالات ذات صلة

وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)سورة لقمان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى