التأريخ المستقلبي وسنة الكورونا
قاسم الزعبي
بعد حين من الزمان سيكتب الجيل اللاحق المتلاحق تاريخه… وسيخصصون في كتبهم فصلا أو بابا حول سنة ٢٠٢٠ وربما سيسمونها سنة الكورونا.. تماما مثلما أسمينا نحن سنوات مضت باسم احداثها… كسنة الفيل.. وسنة الهجرة.. وسنة القحط… وسنة حرب الستة… وسنة العبور…
علماء التأريخ القادم سيختلفون بالطبع… فجماعة ستقول أن كورونا فايروس.. مستدلين بذلك بفيديوهات وصور ومقابلات متلفزة… وجماعة ستتحدث عن حرب بيلوجية سياسية واقتصادية… ظنا منهم أن الدول العظمى هي السبب في قتل الشعوب وفنائها…
الخلاف اليوم كما سيكون مستقبلا… حول سبب كورونا… لكن لن يكون هناك خلاف حول نتيجته… بمعنى ان كورونا بالفعل فايروس سواء كان منبته سياسيا او وبائيا. فالنتيجة واحدة…. هي القتل والموت والهلاك والتدمير…
ليس بمنكور على كُتّاب التاريخ المستقلبي أن يختلفوا أيضا حول موقف العرب من الفيروس… فسيذكر فريق أن العرب انتظروا الدول العظمى لانتاج لقاح… وفريق اخر سيقف بجانب العرب ويوحي بأنهم (اي العرب) تعاملوا مع الفيروس بكل توكل على الله مع الاستغفار والاخذ بالاسباب والطرق الوقائية والعلاجية…
الفيروس ياسادة يكون ثم يهون… فكم من طبول دقت رؤوسنا… وكم من أوبئة حلّت ثم اضمحلّت… وتوالت ثم تولّت.
تفاءلوا يارعاكم الله… فوالله ما من شدة الا وبعدها فرج… وبشروا ولاتنفروا…. فالعرب أسمت القافلة التي ستسافر قاقلة… من القفول أي الرجوع.. وأسمت من تعرض للكسر جبيرا… من باب التفاؤل…
