البير وغطاه

البير وغطاه
يوسف غيشان

يقول المثل الشعبي الأردني في وصف الإنسان خالي البال المرتاح من هموم الدنيا ومشاكلها السعيد في حياته بعيارة:( لا جحشه ضايع ولا عمه بكتله) …. أي أن حماره الصغير لم يهرب، كما أن عمه (زوج أمه على الأغلب) لا يضربه ولا يسيء معاملته، لذلك فهو مرتاح تماما وسعيد.
ويقول مثل آخر عن الإنسان الأكثر سعادة وراحة:(وش ع بال حمد…؟ ياكل مع الرز بصله) … طبعا يقال المثل باللهجة الأردنية المعروفة التي تقطر منها الغيرة من هذا(الفسقان) الذي يأكل رزا (وهذا شي بالغ الرفاهية) ومع ذلك، فانه يأكل معه بصلا للايغال في الشهية، أو في الرفاهية والثراء.
قد تكون مطالبنا نحن أبناء الحياة أكثر وأكبر من مطالب الآباء والأجداد، لكنها مهما كبرت تظل متواضعة وتتناسب مع مدخولات وطننا … لا نريد عسلا ولا بقدونس ولا شاورما أخطبوط…. أقصد اننا نسعى إلى الحياة الحرة الكريمة وإلى حقوق للجميع تتناسب مع المسؤوليات.
ببساطة نحن لا نطلب الحكومات كثيرا فنحن نعرف «البير وغطاه» ونطالب بأن تكون في مواجهة مراكز القوى التي كانت تمرر مصالحها.
– لا نطلب اجتثاث الفساد من جذوره نطلب فقط مكافحته بالسبل الممكنة وتفعيل القوانين الرادعة.
– ولا نطلب فرض العدالة الاجتماعية، فهذه قضية مستحيلة بل نطلب السعي من أجل مجتمع أكثر عدالة ومساواة.
– لا نطلب الديمقراطية الحقة، بل نطالب بمساعدتنا في الحفاظ على الحريات الديمقراطية التي تم انجازها… والسعي لتطويرها تدريجيا.
يقول تشرتشل: (أميركا لا تفعل الأمر الصواب إلا بعد أن تجرب وتمارس جميع الأخطاء الممكنة)
ونحن …. ألم يحن الوقت لنفعل الصواب بعد أن تجاوزنا الممكن وغير الممكن والمستحيل والمتخيل؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى