البورصة والتعزيم …. أين كانت أجهزة الدولة / جدتكو طعيسة

البورصة والتعزيم …. أين كانت أجهزة الدولة
قبل عدة أعوام كانت البورصة ذلك البعبع المشؤوم وكانت مُفرِغة الجيوب وسارقة الاحلام بدأت وتلاشت وكأنها حلم في مجتمع مثقف واع وفي دولة تملك أجهزة رصد وأجهزة متابعة ورقابة موضع فخر وموضع ثقة القائد والشعب ومع هذا كان ما كان وقلنا لعلها هزة لتلك الأجهزة لأن تتنبه وأن تعي دورها الاول وهو حماية المواطن وحماية جهده وقوت عياله والحفاظ على الممتلكات والحفاظ على النقد .
ثم بدأ التعزيم في الجنوب ؛ الجنوب المنهك أصلا قبل البورصة والجنوب الذي يعاني من قلة الموارد وشح النقد والبطالة فجاءت البورصة الجنوبية ” التعزيم ” وعصفت بما تبقى في الجيوب هناك فأرهقت الناس وسمع القاصي والداني بما حدث .
في البورصة الاولى قبل سنوات كان يُستقبل شاب لم يتجاوز الثلاثين عاما من عمره استقبال الوجهاء والقادة ترافقه عدة سيارات وتستقبله على الحدود في حله وترحاله وكلنا سمعنا بذلك حتى أن بعض المواقع الالكترونية تحدثت عن ذلك وكانت النكسة وكان ما كان وكأن ما يحدث لاعلاقة لنا به وكأننا نسمع عن أخبار جزر الواق واق والامر لايعنينا وكأن ذلك لا يؤثر على الامن الوطني والسؤال أليست الدولة من أهم واجباتها حفظ الامن الوطني ؟
توقعنا ويا أكثر ما توقعنا أن تتنبه الدولة لهذا الحدث وان يوجه سؤال للأجهزة المختصة في الدولة لتستفيق من غفوتها على ظاهرة أكلت الأخضر واليابس وأن تعيد ترتيب أولوياتها واوراقها لكن ذلك لم يحدث ففي الدول المتقدمة يستقيل وزير بل ورئيس حكومة على حادث انقلاب حافلة أو على قضية فساد بسيطة . والسؤال الآخر أليست الاردن تستحق منا اكثر من ذلك وماذا نقول في ثقة سيد البلاد .
لم يحدث ذلك وتوالت الايام وبدأ التعزيم في الجنوب وفاحت الرائحة حتى عمت الارجاء وعادت حليمة لعادتها القديمة فكانت المتابعة هشة ضعيفة إن كانت موجودة أصلا وسمع الناس ببورصة الجنوب وبالاسعار هناك وطريقة ادارة العمل حتى ان البعض كان يقول أن ذلك يجري تحت أعين الدولة وان هناك عملية غسيل أموال وان هناك وهناك وهناك ..
والنتيجة تنبهت الدولة في الوقت بدل الضائع وظهرت الحقيقة ان الجنوب منكوب وان الناس هناك باعت مركباتها ورهنت اراضيها واستدانت ووضعت كل مدخراتها من اجل تحقيق الربح والثراء , الخطأ موجود لكن الناس اعتمدت الدعاية في ان القائمين على هذا الامر يعملون ب ” غسل الاموال ” فكان الامر غسل جيوب الجنوب وافقار الناس .
ويُطرح سؤال نحن نفاخر العالم بأجهزة دولتنا المختلفة ونستطيع إحباط أي عملية ارهابية في مهدها وقبل ان تتولد والسؤال الآخر أليس ماحدث في الجنوب إرهاب على أعين الجميع استمر عدة سنوات ؟؟
كذلك قضية وليد الكردي في الفوسفات وفتح شركات وهمية وبيع المنتجات الوطنية لحسابه الخاص يطرح سؤال كبير إلى أين نحن نذهب وأين اجهزة الدولة .
نحن بحاجة لاعادة تنشيط أجهزة الدولة المختلفة , نحن بحاجة لقرون استشعار عن بعد فالاردن مليء بالكفاءات .
فواجب أجهزة الدولة المختلفة رصد أي ظاهرة ودراستها واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب للحفاظ على فاعلية الأداء .
ولنكن اكثر صراحة ووضوح دولة كالاردن فيها هذه الاجهزة وفيها هذه الكوادر البشرية وفيها حجم سيارات جرارة واسلحة واجهزة تنصت واجهزة رصد وفيها الاهم من كل ذلك قيادة لم تستورد مسؤول من الخارج ولم تمنع انسان من العمل بل وقائدها يزور هيئة مكافحة الفساد ويصرح ولاكثر من مرة أن لا أحد محصن عن المساءلة حتى لو كان ابنه شخصيا فماذا ننتظر والى ماذا نستند في بطء الاستجابة .
اقولها بكل صراحة نحن في الاردن بحاجة الى متسوق خفي فبعض الدوائر الخدمية وطرحي طرح مسؤول فاحت رائحتها واكرر أين أجهزة الرقابة وأين هيئة مكافحة الفساد ؟ .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى