” البلوش بين المطرقة و السندان “
مهند أبو فلاح
بلوشستان هي مقاطعة حدودية بين إيران و الباكستان تقطنها قومية البلوش الذين يقدر عددهم في كلا البلدين الجارين بعشرات الملايين و هم يعتنقون الدين الاسلامي بالمجمل على مذهب الامام الاعظم أبي حنيفة النعمان رحمه الله تعالى ، فهم من اهل السنة و الجماعة و الحقيقة المريرة أنهم يتعرضون للاضطهاد على يد النظامين الحاكمين في إسلام اباد و طهران على حد سواء ، على خلفية عرقية إثنية في الجانب الباكستاني و على خلفية طائفية دينية مذهبية في الجانب الإيراني .
إن الأمر المضحك المبكي حقا هو تصوير الغارات المتبادلة التي يشنها جيشا باكستان و ايران على جانبي الحدود التي قسمت بلوشستان بين البلدين دليلا دامغا على توتر العلاقات بين الطرفين و حالة العداء المتبادل القابلة للتحول إلى حرب إقليمية طاحنة بين الدولتين الجارتين أكثر من أنه نوع من التعاون المبطن الهدام ضد الشعب البلوشي الذي يعاني الأمرين من حالة التقسيم التي فرضت عليه .
حال الشعب البلوشي يذكرنا بقوميات أخرى فرض عليها التقسيم و حرمت من العيش في قطر واحد يجمعها كما هو حال الشعب العربي ضحية التجزئة الاستعمارية المصطنعة في سايكس بيكو عام 1916 على سبيل المثال لذا فإن الدعاية الاعلامية التي تروج لاحتمال اندلاع حرب بين اسلام اباد و طهران لا تعدو كونها جزءًا من مسلسل التضليل و الخداع الرامي إلى صرف أنظار الناس عن التنسيق الأمني و العسكري بين النظامين الحاكمين في كلا البلدين و الهادف إلى إخماد نيران الثورة المشتعلة في إقليم بلوشستان على غرار ما هو حاصل مع الشعب الكردي الذي يتعرض للقمع اليومي من النظامين التركي و الايراني .