البقية في حياتي هذه المرة

#البقية_في_حياتي هذه المرة

#محمد_طمليه

** هذا اول كلام اقوله بعد غياب دام ودام ، وأنا فرح به ، كما لو أنني الد ، يوجد في هذا البلد ” اطفال حاويات” / قرأنا عنهم في الجرائد ، ويوجد” #اشخاص_حاويات” : وما اكثرهم . و” #مواقف #حاويات” : ونحن ندفع الثمن.
ولكني حرصت منذ البداية على عدم ارسال نسلي الى أي مزبلة ، واظن أنني نجحت ، وأنا فخور بنفسي وهكذا ، فأنا لست نادما في حياتي على شيء : يقول الشاعر الفرنسي “اراغون” : لست نادما في حياتي على شيء قدر ندمي امتلاء فمي بكلمات لم اقلها”:وانا لم اقل شيئا بعد ولكني اعد ان اقول . فهل يمهلني مرضي ؟
الصحيح انني امضيت الفترة السابقة بمتابعة هذا #المرض : من اصابة خبيثة في الجانب الايمن من اللسان ، الى اصابة مماثلة في الجانب الايسر ، الى الرئة وصولا الى الدماغ : كيف لشخص يحمل هذه الباقة من الاوجاع ان يعد بأنه صامد ويستمر .
انا ذلك الشخص.
** ينتفخ البطن ، ولكن لا وجود لاي جنين في الداخل . وهذا حالي : راسي مليئة بالافكار / افكار تصلح للكتابة والنشر ، واحسب انها ذكية . ولكن يدي اليمنى اليد التي اكتب بها ، بما في ذلك الاصابع ، معطلة ، ولا يعلق بها القلم ، ولا تعلق هي به ، كما لو كنت معاقا بالفعل ثم انني فشلت عندما استعنت بصديق متفهم للاملاء عليه كتابه بالنيابة . ليتضح ان لا بديل عن قلمي واصابعي.
اتذكر انني اقمت فترة من الفترات في بيت طابق ارضي تحيط به حديقة من كل الجهات كان بيتا جميلا … ويا لها من متعة عندما كنت اجلس وقت الضحى في ظل واحدة من شجراتي العزيزات ، واكتب . ولكني قمت مرة بغير ذلك ، واقصد انني امضيت ساعة تقريبا في قص اظافري : رميت اعقاب الاظافر في الحديقة ، وانصرفت الى شؤون اخرى ، ومن ذلك انني سكبت ماء / من باب الري / على التراب امامي . ثم اكلت ، ونمت .
حلمت ،او ان ذلك كان حقيقة ، ان الاظافر نمت اثناء الليل ، وصار لها ساق وثمار ناضجة هي عبارة عن اصابع . وها أنا ذا انتظر ان يتحقق ذلك .
*** لا اعتمد على نفسي حتى في المكان الذي تقتضي اللياقة فيه ان اجلس وحدي بين اربعة جدران صغيرة يلزمني من يعاونني : “رياض”/ اخي الاصغر يفي بالغرض .
إن كنت تتحدث عن اللسان . فهو ثقيل . واليد اليمنى مشلولة ، والقدمان مثقلتان . وانا اراقب كل هذا الانهيار وابتسم .
لو أنه يتاح لي ان احمل اناء صغيرا / بحجم نصف كرة قدم وادور على البيوت واقرع الابواب بابا بابا ” اعطيني من مال الله” ، فيرمي احدهم قرشا لاعيش مقدار قرش ، واحيانا ثلاثة قروش.. وتتابعني واحدة من اعضاء الاتحاد النسائي ، اكتفت بالتضامن معي فقالت شيئا ودودا ومضت ورجل يضع على عينيه نظارتين داكنتين كان كريما واعطاني عشرة ايام “فراطه”/ احمل انائي / رجل عابر اعطاني يوما لاعيش .. يبدو لي ان الثاني اكرم فقد اعطاني ثلاثة ايام ” فراطة” .
اتساءل هل يستحق مجرد الوعي كل هذا العناء ، وهل تستحق مراجعة المدينة الطبية للشفاء كل هذا العناء . وهل يستحق مجرد العيش ان ابقى حيا .
فتشكل لدي في النهاية كمية من الوقت تكفيني لكي اعيش ، ولكن هل تستحق الحياة.
** حين لا يكون هناك احد …
ابحث عن شخص بالمواصفات التالية : معتدل القامة ، مع حد من الثقافة يكفي ، قناعتي ان هذه المواصفات لا تنطبق على الناس جميعا ، ربما النصف ، او اكثر ، وربما اقل : فأين اجد ضالتي ؟
حين لا يكون هناك احد ، او انه لا يوجد احد بالفعل ، لذلك تراني ماثلا في كل الوجوه ، وفي كل الهيئات ، فأتوهم ، واعانق الجميع ، ويعانقني الجميع .
اسوء ما يمكن ان يواجهه المرء هو ان يكون ” محمد طملية” ، واسوء ما يمكن ان يواجهه المرء هو ان لا يكون ” محمد طملية” ولكن الاسوء في الامرين هو ان لا يكون هذا او ذاك : هو نفسه لا يعرف من هو ، واي مصير .
يخطر لي ان اجلس في بيت العزاء حتى الصباح . أهنئ الناس جميعا ، مستقبلا
أو مودعا ، واقول : البقية في حياتي هذه المرة ..

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى