” البقدونس هو البقدونس” / د . محمد شواقفة

” البقدونس هو البقدونس”

تابعت كغيري من الاردنيين الذين إبتلاهم الله بإختبار عصي على الفهم … لمحاضرة أو ربما أطروحة دولة الرئيس في الجامعة الاردنية ….لا لغباء لا سمح الله و لكن لأننا اعتدنا على مواهب تعتلي هرم السلطة كل حين و حين آخر …. و لا نكاد ندرك ان زجاجتنا بدون عنق و يرحل صاحب الزجاجة حتى نجد أنفسنا أمام شخصية حباها الله بحضور آسر و منطق لا يكاد يفهمه الا من يستمتع بنسبة ذكاء فطري تتجاوز نسبة البنزين 95.
حاولت بكل ما أوتيت من العلم أن أفهم ما قصده الرئيس “بمخرج حميد ” … و لم أجد لتلك الكلمة من رديف في قاموسي الصغير لا بالعربية ولا بالترجمة الافرنجية التي تطوع أحد جهابذة الحضور في ذكرها … و لكي لا أبدو عديم الثقافة و بعيدا عن لغة النخبة … فقد اعتقدت أنها رديف لمصطلح سياسي اقتصادي اجتماعي يدعى ” الفرقند ” و لا أعتقد ان مثقفينا لا يعرفونه أو يجهلونه …. و لو كان فعلا لا وجود له و من اختراع خيالي الغائب … فقد ذكرته في أحد الاجتماعات التي لم يدعوني أحد إليها …. فقال لي الخبير الاقتصادي اللامع : أن الفرقند هو مفتاح كل المشاكل الاقتصادية لما يلعبه من دور في تحديد قيمة العملة في سوق الاوراق المالية و له تأثير مباشر في خفض المديونية دون أن يؤثر على ناتج الدخل القومي … و لكن السياسي صاحب الخبرة الطويلة و بطريقة دبلوماسية عارضه موضحا : أن الفرقند هو ما سيعيد الامور الى نصابها في زيادة الوعي المجتمعي لأهمية قانون الانتخاب العصري و محاربة المال السياسي و التخلص من البيروقراطية و الترهل الاداري …. و لم يكن من بد للمعارض السياسي الذي لوحت الافكار الثورية جبهته و ربما جعلت لسانه ينطق بما لا يرغب به الاثنان: فقد أشاد بالفرقند لأنه الطريق لاستعادة الحقوق المدنية و تقوية الحس الوطني بحرية التعبير و محاربة الفاسدين و محاسبتهم بما يضمن فعلا حياة كريمة للمواطن بعيدا عن تغول اصحاب النفوذ و تهديدهم له بالسجن و سلب الحرية بحجة اغتيال الشخصية. و لم يك مني الا ان طرحت منشورا خياليا استفتي فيه اصدقائي من المثقفين و اشباههم و الذين يتقنون البحث عبر الجوجل ليعلقوا على هذا المصطلح الذي لن يجدوه ابدا … و لكنه فعلا هو الحل لكل مشاكلنا العالقة.
أعجبتني فكرة دولته بزيادة إنتماء الطلاب للارض بأن شهر تشرين القادم سيشهد انتشارا لكل طلبة المدارس لقطف ثمار الزيتون و ربما عصره و رصعه . و فعلا شعرت بنقص في حبي للارض و اغبط طلاب المدارس على هذه الفرصة التاريخية التي حرمت منها اجيالنا … و بذلك نصطاد عدة عصافير بحجر واحد … نتخلص ممن يعملون في قطاع قطف الزيتون و الذي يشكل حلا لمشاكل البلد الاقتصادية و تهريب العملة الصعبة… و لا اعرف ما العصافير الاخرى .
ذكرني خطاب دولته الذي لم استطع ان اكمله لان الشبكة عندي قاربت على النفاذ لانني لم ادفع الفاتورة و هو يحاول ان يشرح لنا ميزات قانون الضريبة الجديد الذي بات وشيكا لامحالة بتلك السيدة التي ذهبت للسوق لتشتري ” ضمة بقدونس” فأخبرهاالبائع بكل اريحية …. “اذا كنت تريدين البقدونس للكفته فالضمة بنصف دينار أما اذا كنت تريدينها للتبولة فالضمة بدينار”
بالطبع أجابته السيدة بكل نرجسية: اريدها للتبولة طبعا و دفعت دينارين و مضت. رغم ان البقدونس هو نفس البقدونس يا دولة الرئيس الا اذا كان هناك ” فرقند” بالموضوع”

” دبوس عالبقدونس بس و الفرقند لا”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى