البغدادي يحرض علينا / عمر عياصرة

البغدادي يحرض علينا

أصدر ابو بكر البغدادي زعيم نتظيم داعش الارهابي شريطا صوتيا، مدته 54 دقيقة، اراد منه القول بعد عام من الصمت انه على قيد الحياة وان التنظيم بدأ مرحلة جديدة.
التسجيل حديث العهد، والدليل انه ذكر احداثا حالية، مثل عقوبات الولايات المتحدة الاميركية الاخيرة على تركيا، ولعله اراد من التعرض لها اثبات حداثة التسجيل، ودحض قصة موته.
العارفون من الخبراء بتنظيم داعش، ومن خلال القراءة المتأنِّية للشريط، وما خلف سطور فقراته، يرون انها توحي بأن زعيم تنظيم “داعش” ينَظِّر للمرحلة الثانية في استراتيجية التَّنظيم، من خلال النّزول تحت الأرض، واستخدام الهجمات الإرهابية، دون اهتمام بطبيعة الساحات، فالمتاح يجب استغلاله.
ما يهمنا في مضمون الشريط انه جاء على ذكر الاردن، في اطار من التحريض لأتباعه على استهداف أمننا، فالرجل ظهر مهزوما يقود الفلول، لكنه يريد خلط الاوراق وفتح ساحات مختلفة لغايات الانتقام ورفع المعنويات.
علينا في الاردن ان نهتم، وان نسأل انفسنا عن مدى تأثير ما قاله البغدادي -وهو غير مسبوق بحق الاردن- في الخلايا النائمة، والذئاب المنفردة “ان وجدت” في الاردن.
لا اشك ان الجهاز الامني يدرك قيمة تصريحات البغدادي وخطورتها، فظهوره رفع من معنويات انصاره، وسيؤثر قطعا على استجابتهم له، وهنا يظهر الاهم من خلال دورنا بقطع الطريق عليهم استخباراتيا واجتماعيا.
ايضا هناك سؤال مهم يتعلق بسبب تركيزه على ساحتنا الاردنية: لماذا الان؟ هل اصابه الطمع بعد عملية السلط، ام انه متأثر بدورنا في محاربة الارهاب وقصفنا الاخير لجيش خالد بن الوليد الداعشي في منطقة حوض اليرموك؟
علينا رفع مستوى الحذر، هذا ليس عيبا، امريكا بعظمتها تفعله استجابة لتصريحات من نوع ما قاله البغدادي، مع تفهمي لأن تكون الاجراءات بمستوى الكتمان المقبول والمعقول.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى