البعض مصابون بـ ” حساسية الماء “.. ما هي أعراضها؟

سواليف

تُشير إحصاءات رسمية إلى أن حالات الأفراد المصابين ب حساسية الماء نادرة وفي اتجاهها للزوال.

تقول “حملة الحساسية المُفرطة” -وهي جمعية لمُصابي الحساسية- إن هناك حوالي 35 حالة معروفة في العالم أجمع.

ولهذا السبب، يُعد الإدراك العلمي لتلك الحالة محدوداً نسبياً.

مقالات ذات صلة

لا يعرف الكثير من الأطباء أي شيء بالمرة عن الحالة الطبية التي تُدعى رسمياً “الأرتيكاريا المائية”.

لكن بعد مناقشة تلك الحالة على برنامج جيرمي فاين المُذاع على راديو 2 بإذاعة BBC البريطانية، ذُهل فريق الإنتاج عندما وجدوا العشرات يقولون بشكل مباشر إنهم كانوا يعانون بنفس الطريقة.

تقول الدكتورة سارة جارفس، وهي مُمارسة عامة وخبيرة طبية للراديو “إن الحساسية من المياه حالة نادرة على نحوٍ ملحوظ، كما تُعد الحساسية من المياه نوعاً من الأرتيكاريا”.
حتى أن بعض الناس لديهم حساسية شديدة من المياه، لدرجة أن دموعهم أو عرقهم يمكن أن تتسبب في طفح جلدي، ويكون التوقيت الأكثر شيوعاً لظهور حالات الحساسية بشكل عام قريب من سن البلوغ، إلا أنه يمكن ظهور الحالة في أي مرحلة من الحياة.

وإن كنت مصاباً بالأرتيكاريا، فخلال دقيقة إلى 15 دقيقة من التعرض للماء، ستظهر عليك أعراض الحساسية، يشبه الأمر استشراء لسعات على الجلد، ويُمكن أن تصيبك انتفاخات هائلة في كل مكان، وقد تُصبح الأصابع -خاصة- حمراء اللون وساخنة وينتابك رغبة شديدة في حكها.

تقول الدكتورة جارفس إن الأقراص المضادة للهستامين تُستخدم لمعالجة معظم أنواع الأرتيكاريا، لكنها تُحقق نجاحاً متغيراً بالنسبة لهؤلاء المصابين بحساسية من المياه.
وتضيف “ببساطة لا يوجد عدد كافٍ من المصابين بذلك المرض في العالم لكي نتمكن من إجراء الدراسات التي نحتاج إليها بنجاح”.

لا يوجد علاج نهائي

لكن كما في أي نوع حساسية آخر، يُعاني المصابون بدرجات متفاوتة في حدتها.
تقول الدكتورة جارفس: “بعض الناس يأتون إلينا بانتظام ولديهم الطفح الجلدي ، وغيرهم يأتون بين الحين والآخر، وبعض الناس يعانون من الأمر بصورة مزمنة، مع استمرار أعراض الانتفاخ والرغبة في الحك لأسابيع”.

نيكول برانش -51 عاماً-

كان يمُر عليّ أوقات أشعر فيها كأن شخص ما يحمل نبتة تقرصني بشدة في وجهي.
تتركز الحساسية -التي تولّد لديّ بشكل رئيسي رغبة شديدة في الحك- عند ثنيات المرفقين وخلفية ركبتيّ ووجهي، حتى العرق يجعلني أرغب في الحك.

عليّ أن أحمل معي منشفة يدين في كل مكان أذهب إليه حتى أمسح هذا العرق.
أنا راكبة دراجات، وفي كل مرة أقف فيها دون حراك، أقوم بالتربيت على وجهي.
أحياناً لا يصدق الناس أن لديك حساسية من المياه؛ دائماً ما يمزحون بسبب الأمر.

آلان بايول -71 عاماً-

بدأ الأمر برمته عندما بلغت الستين تقريباً.
كنت أعمل على آلة قطع المعادن، وفي البداية ظننت أن الأمر يتعلق بتطاير غبار المعادن عليّ.
إذا استحممت أو بللتُ يديّ، أشعر بعدها برغبة شديدة في حكها -اليدان وظهري وجذعي- ويظهر عليّ طفح جلدي أحمر في كل جسدي.

إذا كنتَ مكاني لتشعر بيديّ بعد أن أقوم بحكها، تبدو وكأنها “ورقة صنفرة”.

يشتعل جسدي حتى لو كنت أقوم بالمهام اليومية مثل تنظيف حوض الأسماك، ذهبت لرؤية الطبيب، ومررنا بكل شيء فيما يخص أسلوب معيشتي.، غيّرت الشامبو الذي أستخدمه، وجل الاستحمام، ودرجة حرارة المياه، ولم يفلح أي شيء من ذلك.

قرر طبيبي في نهاية المطاف أن السبب الوحيد المحتمل هو المياه نفسها.
أستعين حالياً بأدوية ثقيلة من مضادات الهستامين.

نوح أويرباخ -30 عاماً-

كنت في الثامنة من عمري عندما حدثت لي الحالة أول مرة.

كنت أمشي إلى المدرسة أحد الأيام تحت المطر، فانتفخت يديّ وعنقي بالحمى الجلدية، كان الأمر مرعباً حقاً.

ذهبت بعدها إلى الطبيب لإجراء اختبار حساسية، وضعوا قطرات ضئيلة من مواد مختلفة على ذراعي ليروا ما الذي لديّ حساسية ضده.
ووضعوا كذلك مادة مراقبة على ذراعي، والتي كانت مياهاً، وبعد مرور 15 دقيقة، انتفخت ذراعي بأكملها، واتضح أنني أعاني من حساسية من المياه.

أصبح الأمر أسوأ بالنسبة لي، كنت أمارس الرياضة في المدرسة، لكن في اللحظة التي أبدأ بالتعرق فيها، يحدث لديّ هذا الانتفاخ.

عندما يحدث الانتفاخ حول مفاصلي، يكون مؤلماً للغاية، وعندما يظهر الانتفاخ على عنقي، لم يصدقني المعلمون عندما قلت أنني لن أتمكن من لعب الرياضة تحت المطر – حتى رأوا بأنفسهم ما سببه لي الأمر.

أتناول الأقراص المضادة للهستامين كل يوم، ما يعني أنه بإمكاني شرب الماء، إنه شر لا بد منه.

أميل إلى الاستحمام لثلاث دقائق فقط ويكون عليّ تجفيف نفسي بأقصى سرعة ممكنة.

وقالت أمينة وارنر، رئيسة الخدمات الطبية للحساسية في المملكة المتحدة: “بمجرد رفع الوعي بأعراض تلك الحالة، عندها يمكن للكثير من الناس إرفاق ذلك مع الأعراض التي يصابون بها، وبذلك، يمكننا إدراك أن الأمر في الحقيقة ليس بالنُدرة التي نتخيلها”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى