البرلمان يمسح خطايا الحكومة / موسى العدوان

البرلمان يمسح خطايا الحكومة

بعد أن قامت حكومة الملقي برفع الدعم عن الحاجات الأساسية لمعيشة المواطنين وزادت مختلف الضرائب عليهم، أغضبت الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، مما دعا بعض نواب البرلمان الثامن عشر اقتراح طرح الثقة بالحكومة. إلا أن بعض المتنعمين بخيراتها حاولوا الدفاع عنها وإيجاد الأعذار والمبررات المختلفة لما أقدمت عليه.

واكتمل الطابق في مسرحية النواب ليمنحوها ثقة جديدة، وإطالة عمرها بغض النظر عن خطاياها والتضييق على المواطنين، مما أجج المسيرات والحراكات الشعبية في مختلف المدن. وهذا يذكرني بالقصة التالية التي أوردها الكاتب أدهم الشرقاوي :

” ضاع حذاء طفل في البحر، فكتب على الشاطئ : هذا البحر لصّ ! وليس ببعيد منه كان صياد اصطاد سمكة كبيرة، فكتب على الشاطئ : هذا البحر سخيّ ! وفي ذات اليوم غرق شاب في البحر. فكتبت أمه الثكلى على الشاطئ : هذا البحر قاتل ! ولما حانت ساعة المدّ، أرسل البحر موجة لتمحو كل الكلام المكتوب على الشاطئ.

مقالات ذات صلة

* * *

التعليق : جاء منح الثقة لحكومة الملقي من قبل نواب المجلس الثامن عشر . . كمدّ البحر، ليمحي في الظاهر مختلف مطالب أو اتهامات الشعب، بغض النظر عما اقترفته الحكومة من خطايا بحق ( المسخّمين ) الذين لا تعترف أصلا بوجودهم.

والأبلغ من ذلك أنها، ما زالت سادرة في غيها ومصرّة على نهجها السابق في تحدي المواطنين، وعدم الاكتراث بحراكاتهم ومطالبهم تحت ذريعة : ” عدم البحث عن الشعبوية “، رغم أن الشعبوية تمثل رضا الشعب وجواز السفر، الذي يمكّن الحكومة من مواصلة مسيرتها، في قيادة سفينة الوطن بأمان.

هذا ما جري على الساحة الأردنية في الآونة الأخيرة، من مسح لخطايا الحكومة بمدّ من التأييد ومباركة لأفعالها، من قبل مجلس النواب الثامن عشر. ولله في حكوماتنا الرشيدة وبرلماننا الموقر شؤون وشؤون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى