البرد يقتل طفلين بمخيم ” الرقبان ” الصحراوي

سواليف

توفي طفلان في مخيم ” الرقبان ” الواقع على الحدود السورية الأردنية بالقرب من معبر “رويشد” في المنطقة الشرقية من البادية السورية، خلال اليومين الماضيين نتيجة سوء الأحوال المعيشية والإنسانية التي ترافقت مع بداية فصل الشتاء.
حيث أفاد ناشطون أن الطفلين “ريما سليمان العمر” وهي فتاة في السابعة من العمر توفيت في 28 من الشهر الجاري، حيث تعاني بالأساس من إعاقة جسدية وتحتاج لرعاية صحية مفقودة في المخيم، ساهم البرد الشديد خلال الأيام القليلة الماضية في ازدياد سوء حالتها, أما الطفل الآخر هو “عبد العزيز حسن العيادة العجيل” ويبلغ من العمر سنة ونصف توفي اليوم الأربعاء بسبب البرد والنقص الحاد في الرعاية الطبية.
“محمد الحمصي” مدير شبكة تدمر الإخبارية قال لبلدي نيوز: “الأوضاع المعيشية السيئة في المخيم ساهمت بشكل واضح في وفاة الطفلين، بالإضافة إلى شح في الغذاء والدواء, ولكن المشكلة الأساسية هنا في المخيم والتي كنا نحذر منها هي قدوم فصل الشتاء، إذ أن بيئة المخيم سريعة التأثر بتغير الأحوال الجوية، فالصيف حار والشتاء بارد قارس جدا, فلا يوجد في محيطنا ما يخفف آثار الهواء البارد من أشجار أو بناء, فلا يوجد شيء اسمه برد وإنما صقيع بمعنى الكلمة”.
وأضاف الحمصي “ولا ننسى أن غالبية قاطني المخيم يعيشون في حالة من الفقر الشديد يعلمه الجميع، فطن الحطب يبلغ سعر 110 آلاف ليرة سوريا تقريبا, ولا يوجد أي وسائل تدفئة، فالناس لا تملك ثمن الطعام حتى تشتري وسائل التدفئة, وإذا ما استمر الوضع على حاله سيظهر في المخيم العديد من حالات الوفاة والمرض الشديد التي من الممكن أن ترفع درجات الوفاة لمستوى غير متوقع في المخيم، ولا ننسى طبعا أن الجانب الطبي في المخيم سيئ جدا فلا يوجد إلا نقطة طبية واحدة لا تضم أي طبيب ولا تحتوي إلا على عدد من الممرضين بخبرات عادية دون أي معدات طبية، فهنا نواجه كارثة صحية، فالشتاء الشديد لم يبدأ بعد هنا في الصحراء”.
يذكر أن مخيم “الرقبان” يعيش ظروفاً إنسانية وصحية سيئة جدا نتيجة عدم قدرة الهيئات والمنظمات الإغاثية على الوصول إليه نتيجة وضعه الجغرافي ووقوعه في محيط سيطرة تنظيم “الدولة” وقوات النظام والحدود الأردنية التي تمنع دخول اللاجئين إليها أو تزويدهم بالمساعدات اللازمة لهم بعد تعرض أحد نقاط حرس حدوده لهجوم بسيارة مفخخة.

وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى