بسم الله الرحمن الرحيم
#البحر_الاحمر
ضيف الله قبيلات
كان موسى عليه السلام يعيش في قصر #الفرعون .. يدعونه ابن الفرعون .. كان بإمكانه ان ” يسحب الشبرية ” ليلاًو الفرعون نائم ” ويلهده بها ” ويتسلم مقاليد #الفرعنة .. كما فعل بعض حكام العرب مع آبائهم .. لكنه لم يفعل ولم يأمره الله تعالى بذلك مع ان هذا طريق مختصر بدلاً من الطريق الطويل الذي اراده الله تعالى بدءًا من ” فوكزه فقضى عليه “
وانتهاءا بـ ” اضرب بعصاك البحر ” ارادها الله تعالى صراعا وحوارا وغربةً واضطهاداً ومعاناه .. وحق العقل في الاختيار .. وحرية الانسان في الوقوف هنا مع الحرية والاحرار او هناك مع الفساد و الاستبداد .. انه ترسيخٌ لمبدأ الحرية اولاً .. فيقول الفرعون .. انا ربكم الاعلى .. ثم يأتي موسى ليقول : ان الله هو رب الناس . لتبدأ معركة التوحيد ثم تنتهي بسجود السحره ليحق الله الحق ويبطل الباطل ولو كره الفرعون .
بحراكٍ سلمي هروبيّ يأتي موسى الى الاردن خائفاً يترقب مكافأةً لفتاة مؤمنة صالحة رفضت عروض ” الرعيان ” ..
” قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء ” .. يتزوجها موسى .. انها جائزة تستحقها لأنها ثبتت على مبدأ الاخلاق والقيم والتوكل على الله .. يأمر الله تعالى موسى ” اذهب الى فرعون انه طغى ” يذهب بلا اسلحة الا من سلاح الكلمة بحراكٍ سلمي يدعو الفرعون للإيمان بالله الواحد ورفع الظلم عن قومه ” يقتل ابناءهم ويستحيي نساءهم ” ويستعبدهم .
يرفض الفرعون الدعوة ويقول : انا عندي رؤية متكاملة للاصلاح – برنامج اصلاحي متدرج – ونحن بدأنا الديمقراطية قبل ميلادك ” ما أُريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد ” اما هذا الذي هومهين ولا يكاد يبين .. فاني اخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر في الارض الفساد ..
و الحال الذي انتم فيه هو افضل من مصير مجهول يدعوكم له موسى .. سبحان الله .. ان الفرعون يعيد نفسه .
اصر موسى على الاستمرار في حراكه السلمي حتى يئس من صلاح الفرعون فقال : “اني لأظنك يا فرعون مثبورا “
ثم بدأ يعرض على قومه عروضاً.. وسائل للتحرر .. هل تستطيعون ان تعتصموا اعتصاماً مفتوحاً في ميدان التحرير .. قالوا لا .. طيب هل تستطيعون ان تسيروا مسيرةً سلمية من ميدان التحرير الى القصر الفرعوني .. قالوا لا .. هو يعرض وهم يقولون لا حتى قال لهم اخيراً هل تستطيعون الفرار بجلودكم الى بلد اخر تحملون ما غلا و خف .. قالوا اما هذه فنعم .. هيا بنا .. انطلقوا .. فلما اقتربوا من شاطئ البحر الاحمر اذا بالفرعون وجنوده يلحقون بهم .. قال قوم موسى “لقد اوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعد ما جئتنا ” وهذه نتيجة حراكك السلمي .. البحر امامنا والفرعون خلفنا .. لقد هلكنا .. قال موسى ” كلا ان معي ربي سيهدين ” قالوا كيف سيهديك والحالة هذه .. وجاءه الوحي ” ان اضرب بعصاك البحر ” فإذا كل فرقٍ كالطود العظيم وانطلق موسى بقومه ناجياً الى الجهة الشرقية .. وقف الفرعون امام هذا المشهد العجيب .. طريقاً يبسا بين ماءين ؟.. كيف يكون هذا؟ .. ومن يقدر عليه؟ .. لعل احدا من جنود الفرعون نصحه بالعودة ..لا ادري لكنه اصر على خوض غمار البحر الاحمر .. فكان فيه حتفه ” اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ” .. عبرة لمن يعتبر .. هاهم الزعماء العرب الفراعنة يرفضون الاعتبار ويصرون على عدم الاستماع لصدى صوت الحرية الذي يتردد في الآفاق.. ويأبون الا ان يخوضوا غمار البحر الاحمر – دماء شعوبهم – وفيها حتفهم .