البحث عن #السعادة
موسى العدوان
يُروى أن أحد #الملوك الثرياء عاش في #قصر مترف وفخم. ورغم ثروته الكبيرة ومقدار القوة في مملكته إلاّ أنه كان تعيسا. وهو ما جعله يستدعي حكيما مشهورا ويسأله عن كيفية التخلص من إحباطه، وكيف يمكن أن يقلب كآبته إلى #سعادة حقيقية ؟ أجاب الحكيم : هناك #دواء واحد لجلالتك، يجب أن تنام ليلة واحدة بقميص رجل سعيد.
انتشر الرسل في جميع أنحاء الأراضي التي يحكمها الملك بحثا عن رجل سعيد. لكن كان لدى كل شخص قابلوه وسألوه إن كان سعيدا سببا للتعاسة. وفي النهاية وجدوا متسوّلا يجلس على الأرض وهو مبتسم، ثم يذهب ليصلّي لربه على جانب الطريق ويعود للتسول.
وعندما سألوه أهو سعيد وليس لديه #أحزان ؟ أجابهم بأنه رجل سعيد حقا ويعيش بعيدا عن الأحزان. فأخبروه بقصتهم وأنهم يريدون أن ياخذوا قميصه للملك لينام به ليلة واحدة، وسيقدّم له مبلغا كبيرا جدا من المال ثمنا لقميصة.
انفجر المتسوّل بالضحك وأجاب : أنا آسف . . لا أستطيع أن أقدم شيئا للملك . . ليس لدي قميص على جسدي . . ألا تلاحظون ذلك ؟
* * *
التعليق :
السعادة ليست بما تملك من مال وعقارات ومباهج الحياة، بل أن السعادة تكمن في تقوى الله وبما تقدمه من عمل صالح، تفرّج به عن الناس شيئا من معانتهم.
ابدأ نهارك بابتسامة على الأقل لمن يقابلك، فابتسامتك في وجه الآخرين تمنحهم شعورا بالراحة، وإن كان من تقابله شخص غاضب منك أو يعاديك، فستمنحه ابتسامتك شعور بالندم والتخفيف من غضبه. فالموضوع بيدك أنت . . !
وقد قال الحطيئة في هذا المجال :
ولست أرى السعادة جمع مال * *
ولكن التقيّ هو السعيد
وتقوى الله خيــر الـــزاد ذخـــــرا * * وعند الله للأتقى مزيــد
التاريخ : 3 / 12 / 2021