البتراء … مليون و200 ألف سائح عام 2019

سواليف
اختتمت مدينة البترا بمحافظة معان العام 2019 ، بوصول أعداد زوارها إلى رقم غير مسبوق في تاريخها بمليون و200 ألف سائح، لتدخل عامها الجديد والعيون مشدودة على مليونية أخرى.
وشهدت المدينة الوردية كرنفالا احتفاليا رسميا وشعبيا بالمليونية، وسط توزيع الورود على السياح، في يوم كان يوماً مشهوداً في تاريخ المدينة الأثرية.
وبدأت البترا أيقونة السياحة العالمية بالفعل في استعادة مكانتها الطبيعية في العام 2019، كأفضل مدينة سياحية في الأردن مع تدفق السياحة الأجنبية والعربية والخليجية والداخلية.
وأكد رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي الدكتور سليمان الفرجات، أن البترا شهدت نموا سياحيا واستثماريا غير مسبوق خلال العامين 2019 و2018 ، تمكنت من خلاله من رفع مستوى تنافسيتها كوجهة سياحية عالمية.
وقال الفرجات إنه من المتوقع أن يحافظ الموسم السياحي خلال العام 2020 على نفس المستوى بحيث سيصل الرقم وضمن التوقعات إلى مليون سائح بعد أن تجاوز المليونا و200 ألف سائح خلال العام 2019، كما توقع أن يرتفع وفي حال استمرار مستوى الإقبال على زيارة البترا بحيث يصل إلى مليوني سائح بحلول عام 2022.
وأشار الفرجات، إلى أن السلطة قد أسهمت برفد خزينة الدولة خلال العام الحالي نحو 10 ملايين دينار من عوائد السياحة، إلى جانب تسديدها لمبلغ 10 ملايين دينار كديون حصلت عليها في وقت سابق لغاية عمل مشاريع.
وأشار إلى التأثيرات الإيجابية التي عكستها الحركة السياحية النشطة على البترا؛ إذ سجلت نموا ملحوظا في مجال الاستثمار والبنية التحتية والنهضة العمرانية، مضيفا أن البترا حافظت على مكانتها وحضورها كمدينة سياحية ووجهة لكبار الزوار من الشخصيات العالمية.
وأضاف، أنه من المتوقع إقامة 5 فنادق جديدة ضمن فئة الخمس نجوم، إلى جانب فنادق من التصنيفات الأخرى، ما سيزيد أعداد الغرف الفندقية ويجعل المنطقة أكثر استيعابا لزوار المبيت، لافتا إلى أن السلطة قد بذلت جهودا واسعة خلال العام الحالي من أجل النهوض بالبنية التحتية واستكمال المشروعات الكبرى، رغم ما واجهته من تحديات تمثلت بصعوبة طبوغرافية المنطقة ووعورتها.
وأوضح أن العام الجديد سيشهد افتتاح هذه المشروعات ومن أهمها؛ مشروع وسط المدينة وطريق البترا الخلفي والقرية التراثية وغيرها، مبيناً أن تلك المشروعات جاءت في سياق النهوض بواقع البنية التحتية والحد من أزمات المرور، وتقديم خدمات أفضل للسكان والزوار، وتوسيع نطاق الخدمات السياحية، وبما يليق بمكانة المدينة التي تشكل البوابة السياحية للأردن.
وأكد أن السلطة عملت على تنظيم أحواض أراض جديدة في ظل التوسع العمراني التي تشهده المنطقة، وعملت على تقديم خدمات واسعة للسكان في كافة التجمعات السكانية، مشيرا إلى أنه تم البدء بتنفيذ مشروع الشارع السياحي، وأن العام الجديد سيشهد إطلاق مركز الزوار في منطقة البيضا وتوفير مزيد من متطلبات السياحة المحلية والعربية وتنويع المنتج السياحي، إضافة إلى إقامة المتنزهات.
واعتبر أن ما يعانيه السكان من قيود على استخدام أراضيهم في منطقة «البيضا» والمناطق العازلة للمحمية، ستكون قيد الحل خلال عام 2020، إلى جانب حلول أخرى سيتم تقديمها لحل المشكلات السكانية وخصوصا في منطقة أم صيحون، وبالتشارك الكامل مع أهالي المنطقة.
وأشار الفرجات إلى أن العام الحالي، شهد افتتاح متحف البترا الأثري، وإطلاق تحالف لعدد من المنظمات؛ لرعاية الحيوانات العاملة على نقل السياح، كما سيشهد العام الجديد توفير نحو 130 فرصة عمل لأبناء المجتمعات المحلية.
وقال إنه من ضمن المشروعات التي ستنفذها خلال العام الجديد؛ إقامة مركز متعدد الأغراض يحتوي على قاعات للمؤتمرات والأنشطة والفعاليات وفرص استثمارية، إضافة إلى تشغيل قرية «الجي» السياحية لتكون مركزا للصناعات الحرفية المحلية، كما سيتم إقامة مجمع للدوائر الحكومية خارج منطقة وسط المدينة من أجل الحد من الأزمات.
وبين أن السلطة عملت خلال العام الحالي على إطلاق الحوافز الاستثمارية، وتسهيل مهام كافة الراغبين بالاستثمار، من أجل توفير خدمات أفضل للزوار القادمين من شتى أنحاء العالم.
وقال الفرجات أن العام 2019 شهد إطلاق خطة إدارة المحمية الأثرية والخطة الأمنية، واتباع نهج جديد مع منظمة اليونسكو ومركز التراث العالمي، إذ تشكل البترا واحدة من أهم مدن تراث العالم، وذلك من أجل الحفاظ على الموقع، وإضفاء مزيد من الأهمية على مكانته. ونوه إلى أن السلطة نفذت عددا من المشروعات داخل الموقع؛ من أجل صون وحماية المعالم الأثرية الفريدة فيه، ولحماية المنطقة من أخطار السيول، كما أشار إلى إعداد خطة مستدامة لحماية الموقع، وإدامة إرثه للأجيال القادمة بالتنسيق مع منظمة اليونسكو. واعتبر الفرجات أنه رغم ما حققته البترا من انجازات على صعيد السياحة والاستثمار والخدمات خلال العامين الحالي والماضي، إلا أنه يؤمن بأن هناك مجالاً لإنجازات أفضل، وأن السلطة تطمح للمزيد، كي تكون وجهة سياحية أكثر تنافسية وتميزا، ومن أجل تحقيق مزيد من التنمية التي تنعكس على المدينة وأهلها.

المصدر
الراي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى