البامية وأزمة الفكر / د. ناصر البزور

البامية وأزمة الفكر

في مرحلة الطفولة بل وحتّى مرحلة متقدّمة من شبابي، كنتُ أكرهُ طبق البامية والبندورة الجميل إلى درجة تفوق كلَّ التصوّرات والتوقّعات… 🙁 كبرتُ وعشتُ تجارب كثيرة وخبرتُ نكهات وألوان وأشكال كثيرة فغيّرتُ الكثير من قناعاتي الراسخة… 🙂 لا تستحِ أن تُبادر وأن تُمارس التغيير ما دام هذا التغيير مُنبثقاً عن تجارب ومعارف ومواقف وقناعات ويصل بك إلى الحقيقة… 🙂
مشكلتنا في عالمنا العربي أنَّ السلفي يتمترس بسلفيته حتّى الرمق الأخير وأنَّ الماركسي يستميت دفاعاً عن ماركسيته وأنَّ الليبرالي ينتحر في سبيل ليبراليته وأنَّ البوهيمي يفنى في بوهيميّته رغم تغيّر الكثير من الوقائع والحقائق الدامغة بشكلٍ جذري أمام عيونهم… 🙂 يا سادة، السلفية أو الماركسية او اللبرالية أو الحلنتوشية هي نظريات ومناهج أستحدثت للوصول إلى بعض الغايات؛ وليست غايات لذاتها وبذاتها.. 🙁
باختصار شديد فالتغيير سنّة كونية عظيمة….واليوم وبعد عقود أصبحت صينية البامية والبندورة باللحمة مِن أروع وأشهى الأطباق التي أستمتع بها في بيتي، كان آخرها على مائدتنا وقد استمتعنا بها قبل ثلاثة أيّام ❤❤❤ في الختام، أرجو أن لا يتّهمني أحدُ الكارهين السطحيّين أو ‘المُنسطحين’ بأنّني سلفي لإنّ هذا الطبق شعبي وتقليدي… أو أن يتهمني بأنّني ماركسي بسبب لون الطبق الأحمر أو أن يتّهمني بأنّني ميكافيللي لإنّني غيّرت موقفي من البامية…. 🙂 وكما نقول في مأثوراتنا: اللي على باله لا يِحرِم حاله

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى