الباقورة والغمر تعودان للديار ولكل محتلٍ “خروج”

الباقورة والغمر تعودان للديار ولكل محتلٍ “خروج”
د. كمال الزغول

عندما نتيقن أن من صفات الصهاينة الخروج وعدم المكوث في مكان معين حتما سنقتنع بأنهم لن يستقروا في اي ارض محتلة مهما طال الزمن، اليوم يخرجون من الباقورة والغمر ليس في حرب ولكن في تيهٍ بين خيار الإحتلال والخروج المستمر لأنهم لا يمتلكون حق البقاء .
خروج بني صهيون من شرق الاردن (الباقورة والغمر) سوف لن يكون الخروج الأخير ، ولعلهم سيدرجونه في تلمود “وعد بلفور” الذي كُتب بقصاصة ورق صغيرة أدت الى التزام الأمم المتعصبة لدعم ما يسمى”اسرائيل”.
كان بإمكان اسرائيل المضي قدما في الباقورة والغمر، لكنها شعرت بأن الحدود الاردنية هي اشد الجبهات الماً لها اذا حدث حادث هنا وهناك، حتى لو كانت متفوقة عسكريا فعمق الاراضي المحتلة لا يحتمل التحليل لأن هشاشته واضحة جدا وسلطة الإحتلال الآن لديها مصالح اقوى من الباقورة والغمر، وهي تسعى لصياغة خطة لعدم “الخروج” من الجولان وهو من اشد انواع البقاء الإحتلالي على ارض بلاد الشام.
سلطات الإحتلال تدرك تماما أهمية الهدوء على الحدود مع الأردن، وهي ايضا تخطط للبقاء في غور الاردن كضمانة أمنية لها، ولذلك شرعت في تنفيذ اعادة الباقورة والغمر لتستقر في الخط الأمني الحدودي الذي يفصل الضفة الغربية عن الضفة الشرقية للاردن(نهر الاردن).
وبشكل عام فقط احبط الموقف الاردني المتكاتف مع الفلسطينيين ما تسمى صفقة القرن، وقد كان له الأثر في “الخروج” الصهيوني من أجزاء من أرض جند الأردن(الأردن وفلسطين)، ولا ننسى على الإطلاق دور الجيش في حراسة المنطقة والمحافظة على طابعها الأردني طيلة فترة “التيه الصهيوني” فيها لمدة ٢٥ عاما، أضف الى ذلك الحملة الشعبية التي ساهمت في دعم الموقف السياسي الأردني في المطالبة بخروج العناصر المستوطنة منها.
اليوم يشعر الأردنيون أنهم يد واحدة في دحر الفكر والأيدولوجيا الصهيونية الرافضة للآخر لإلغاء فكرة “شعب الله المختار”، ومهما طال الزمن سيصبح آل صهيون في تعنتهم نوعية من العناصر التائهة في ظل تكاتف وصمود اصحاب الحق، وآخيرا فليكتب المتصهينون سفر خروجهم من الباقورة والغمر كعقاب لإحتلالهم ،وليجعلوه متلازمة لمشروحات طردهم القادم من كل ارض عربية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى