الباقورة…نعنعنا والا نعنعهم؟ / جمال الدويري

الباقورة …نعنعنا والا نعنعهم ؟

…خطيرة تلك المعلومات التي تتسرب بين الحين والحين, من مسؤولين لم يعودوا مسؤولين, مسؤولون لم يتكلموا وهم يعتلون صهوة المنصب, ولم يعترضوا عندما كانت مهمة وظيفتهم العامة الرئيسة ان يُسدوا النصح ويرفضون الخطأ ويحتجون على قرارات مصيرية وغير صائبة, تهمّ الوطن والمواطن, في حين كان جلّ ما يفعلون, التسحيج وهز الرأس, والتصريح الدائم: تمام مولاي.
ولا أدري ما الذي يدفع بهؤلاء, وبعد عقود طويلة, بالبوح بما أغلقوا عليه مزاليق الصدور وأقفال الذات, خلف مخازن المصلحة ومستودعات الامتيازات ومنافع السُلطة والمنصب؟
وكذلك لم أدري, وقد اجتهدت, بالحدس والتمحيص وإشغال الفكر والفضول والتحقيق المتوازي, علّي أجد سببا مقنعا لهذه الغفوة الطويلة على قولة حق كان اولى ان تقال في موعدها وحينها, للضرورة والأهمية,
أهي صحوة الضمير الوطني, والخوف المتأخر على مصلحة الوطن؟ أم انه الاستدراك لخاتمة المقال: اللهم اشهد اني قد بلغت, كما درج الخطباء على فعله؟ أم أنها محاولة القول بعد مغادرة المسرح وإطفاء الأنوار: انتظروني…لقد نسيت مسبحتي على الخشبة؟ أم انه التهديد المبطن بالبوح بأكثر من هذا لدرء مجهول قادم؟
او ربما هو طلب المسامحة, بعد عمر طويل, من الشعب الذي لن يغفر هذه الكبائر بحقه وحق وطنه, والسكوت عليها كل هذه المدة؟
الباقورة…مملوكة بالقوشان, منذ 1926 لليهود. أفرج عن هذه المعلومة بعد صحوة أهل الكهف, مسؤول أردني تسنم كل المناصب, من تحت الملك وحتى ما فوق غيره, مطلع على خبايا ودهاليز المعلوم والمجهول والسري وغيره في الدولة الأردنية الحديثة,
أهو التصحيح لتزوير تاريخي قديم, ام هو التزوير لحاضر يقترب من أن يصبح تاريخا ومستقبلا؟
وفي سياق الحديث عن التاريخ والتزوير ومناكفة الحق في أبسط ثوابته, وبعد الصدمة الأولى التي أصابت شعبا ظن زورا, ان الأرض الاردنية بين النهر وحتى الحدود السياسية الشرقية للوطن, هي أردنية خالصة لا يشوبها يهودي واحد, او وكيل ليهودي, حتى مع شكوكنا المبررة, بأسماء عربية وشقيقة, اشترت الاف الدونمات من صحرائنا الشرقية, دون ضمانات لعدم تسريبها لأبناء العمومة, ومن ينسقون معهم منذ عقود, وعلى عينك يا تاجر.
أوكان روتينبرغ اليهودي ومشروعه للكهرباء, هو مسمار جحا الذي دُقّ في جدار الوطن, ليمنح الأعداء موطئ قدم يجسّرون به الى الشرق, والسبّة التاريخية التي سيستخدمها مالكوها غب الطلب والحاجة؟
أسئلة كثيرة أعرف سلفا انه لن يتنطح للإجابة عليها, من يستطيع, وسوف ترافقنا اشارات الاستفهام والتعجب خلفها الى قبور قد نجد مكانا لها او لا نجد, في تراب هذا الوطن الذي جُبلنا منه ونفخ فينا من روحه بعد الله سبحانه.
ربما يقول مسحج: السيادة في الباقورة, اردنية على اراض يملكها أجانب, ولكن, كيف تبقى لنا سيادة على اراضٍ تدخلها الشرطة الصهيونية للتحقيق الجنائي بأية قضايا وجرائم تقع عليها, وقتما تشاء وكيفما تشاء وبالزي الرسمي الاسرائيلي, وكما لو كانت تدخل بيتها؟
وعلى افتراض ان الدكتور عبد السلام المجالي, قد نطق أخيرا بما يعرف, فلا بد هنا للسؤال الإضافي الآخر: الباقورة…نعنعنا والا نعنعهم؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى