الإنتخابات البرلمانية و سحرها الأسود /أحمد زياد زغول

الإنتخابات البرلمانية و سحرها الأسود
أحمد زياد زغول

مع إقترابنا من طقوس الإنتخابات البرلمانية والتي أصبحت بمثابة كابوس لأصحاب العقول الرزينة، ومصدر رزق لأصحاب النفوس الضعيفة، لا بد أن نغدوا مغرديين بالأساليب التي تُمارس على كافة أطياف الناخبين في مجتمعنا الأردني، إذ تتطلب منّا الفهم العميق و عدم الإنجراف معها؛ لنتفادى مفعول سحرها الأسود الذي ينهش بروابطنا الإجتماعية و الأخلاقيات التي ترعرعنا عليها كما ينهش الذئب الغنم دونما رحمة أو دافع أخلاقي أو ديني.
حيث في ظل المناخ البرلماني الذي بات تعترية المسموم و الأمطار الحمضية التي تُذيب قناعتنا وتعيدنا الى عواطفنا البدائية التي نتشارك بها مع الحيوانات، تُمارس علينا الكثير من الحيل النفسية، وأساليب المكر السياسي والتي تُهيمن على تصرفاتنا وردود أفعالنا كما يفعل السحر الخبيث بالناس، تتملكنا العصبية والإنحيازات اللامنطقية، ونحارب بعضنا البعض بطرق شتى منها مشروعة و أكثرها لا مشروعة، كما يتخلل هذا المناخ استغلال ماكر لفقر الناس المدقع وتردي الوضع الثقافي؛ مما ينعكس سلباً على القرار السياسي في الدولة نتيجةً لأفراز شخوص يمتلكون هذه الصفات والطبائع الخبيثة.
تتسم هذه المرحلة بتسخير منصات التواصل الاجتماعي وغيرها من الأدوات الأخرى بكثرة ممارسة إنحياز الجماعات التي هي سمة رئيسية من سمات النفس البشرية- حاجة الفرد الى الإنتماء الى جماعة في سبيل النجاة أو الهروب من القلق والخوف والوحدة التي هي منافية للطبيعة البشرية- كما يشهرون الثعالب السياسية أو مساعديهم خلال هذه المرحلة أنيابهم الناعمة للتلاعب بمشاعر المجتمع والناخبيين، و تأجيجهم بالأساليب البلاغية والدراماتيكية للحصول على مبتغاهم الا وهو قيادة القطيع للوصول الى المواقع التي تلبي إحتياجاتهم النرجسية، وتنمي أموالهم، وتسقي رمقهم المتبلور حول تقدير ذواتهم.
إذ أصبح من الضروري في هذه المرحلة أن تُجابه هذه الأساليب الناعمة في ظاهرها والوحشية في باطنها بنشر الوعي والتحلي بالعقلانية على الصعيد النفسي والأخلاقي؛ لإتخاذ قرارات تتسم بالحكمة وعدم التحيز؛ في سبيل إبتكار تعويذة تقضي على هذا السحر الأسود الذي بات ناقوس خطر يدق على المجتمع وقيمة ، لما له من عواقب وخيمة على الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى