
سواليف
وصلل سواليف #بيان_توضيحي صادر عن طلبة كلية البوليتكنك تاليا نصه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ثم الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، رسول العدل والحق ، رسول الأسوة الحسنة ، المعلم والمربي ، الصادق الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ..
لازالت الأيام تثبت أن صاحب الحقّ لا بد أن يحصّل حقه بطريقة ما ، إن استجمع أسباب قوته ، وأخلص النية ، وعقد العزم ، ولا تزال الإرادة الطلابية كذلك ، فهي الرقم الصعب في المعادلة التربوية ، تسترد الحقوق ، ولها الكلمة في الحدث الساخن .
تابع جميع طلاب جامعتنا الحبيبة وأبناء وطننا الغالي الاحداث الاخيرة المتعلقة بفصل مجموعة من الطلبة ثم اثناء الاعتصام الحقت بهم مجموعة اخرى ، ثلاثة أيام كانت التفاصيل كلها على مرآى ومسمع الجميع ، عانينا فيها ما عانينا من إرهاق وجد ، تهديد ووعيد ، و عنف غير مسبوق ، ثلاثة أيام كاملة كانت تفصلنا عن رد الحقوق إلى أصحابها ، وإرجاع الأمور إلى نصابها .. حيث تم الاتفاق الى تعليق القرارات وإعادة النظر فيها امام لجنة عليا محايدة وعدم ملاحقة أي طالب على خلفية ما جرى
وبفضل الله تحقق ذلك أولا ومن نواب الوطن الخيرين و وزير الداخلية، ثم بجهود إخواننا ممن ساندونا ووقفوا إلى جانبنا ، فنحيي بداية من شاركنا من الزملاء في الاعتصام من مختلف القوى الطلابية والتوجهات ، ونحي الزملاء الطلبة كذلك الذين دعمونا ممن لم يحضروا الاعتصام لسبب أو لآخر ، كما ونحيي الإعلاميين الأحرار الذين تابعوا قضيتنا بكل شفافية ونقلوا الصورة كما هي دون تأويل أو تحريف ..
لكننا هنا ، وبعد أن اقتربنا من اغلاق الملف تماماً ، وعدنا إلى أجواء الدراسة ، أوقفتنا بعض التصريحات الإعلامية ، التي صُدمنا عندما اطلعنا عليها ، فرأينا بدورنا أنه لا بد من أن يكون لنا كلمة ، ورد مناسب على كل شيء فيها ، إحقاقاً للحق ، وإظهار للحقيقة التي تكاد ان تكون غائبة عند البعض كما ولا يحق لاحد التحدث بأسمنا اين كان .
فأولا : إننا نستغرب بشدة بعض ما تناقلته وسائل الأعلام من تصريحات حول أننا ننتمي إلى تنظيمات ذات أيدولوجيات ومرجعيات معينة ، سواء من داخل الوطن أم من خارجه ، نقول وباختصار ، إننا مجموعة من الطلبة الذين وقع عليهم الظلم ، فقرروا استرداد الحق ، بطريقة سلمية حضارية ، لا عدوان فيها على أحد ، وبدون أي مخالفة قانونية .
ونؤكد كذلك أننا طلاب ضمن إطار أكاديمي لا نتبع أي جهة رسمية خارج الجامعة أياً كانت ، وعلى المدعي البينة إن استطاع .
وثانيا : تدعي إدارة الكلية أنها حاولت التفاوض معنا بادئ الأمر ، وتواصلت مع النواب توسطا لإنهاء الخلاف ، وهذا ما لم يحصل ، فبالبداية ، نزل عميد الكلية بعد ساعات من الاعتصام يتوعد بفصل كل من تسول له نفسه المبيت داخل حرم الكلية ، وقال ان القرارات قطعية لا تراجع عنها ، ثم انه رفض استقبال سعادة النائب سعود أبو محفوظ وسعادة النائب أحمد الرقب بادئ الأمر ، ولم نتمكن من مقابلتهم ، وقد أبدا النائبان استياءهم من ذلك التصرف ، وقد أدليا بتصريحات للإعلام تم نشرها !
ثم تدعي إدارة الكلية أنها عملت جاهدة على توفير الأمن لنا ، فإذا سلمنا بالأمر على ما تقوله ، فلماذا تقطع عنا الكهرباء ، وتمنعنا من استخدام المرافق العامة وتغلق المصلى حيث نمنا بالعراء ودون غطاء ؟
ما الغاية من قطع الكهرباء بالليل ؟ هذا ما لم نجد له إلا تفسيراً واحداً عرفناه بعد الهجمات الشرسة من قبل الأمن الجامعي ومن ساندهم من بعض العناصر الملثمين ، الذين لا ندري من أين جاءت بهم إدارة الكلية الموقرة ، فمن يسعى للعمل في الظلام قطعاً يكون عمله غير مشروع ويريد إخفاءه لتبقى جريمته طي الكتمان .
كما ادعت الإدارة أننا قابلنا عناصر الأمن بالضرب والاعتداء ، ولنا أن نرد على هذا بالصور والفيديو الموثق ، ونطالبها كذلك بالرد بالمثل ، فكل من تابع مجريات الأحداث ، تأكد ولم يزاوله الشك أبدا ، أن عناصر الأمن هي من اعتدت علينا اعتداءً صريحا لا مجال للشك فيه ، ثم إن الجامعة تحولت إلى أشبه ما يكون إلى ساحة معركة ، فبعد ليلة ساخنة تم الاعتداء فيها علينا ، لاحظ الطلاب في اليوم التالي ، أن الجامعة مليئة بالعصي والأخشاب المكسورة والحجارة الملقاة هنا وهناك وهذا لم يكون بالليلة الاولى التي بتنا فيها بسلام وكانت الجامعة صباح اليوم الثاني نظيفة !
ثالثا : تدعي إدارة الكلية اننا في اعتصامنا قد رفعنا لافتات مغرضة ومحرضة ، وهذا ما ننكره قطعا ، بل ونطلب دليلا عليه ، إذ أن كل ما رُفع في الاعتصام ، لا يعدو عن كونه لافتات تدعو إلى اسقاط القرارات الظالمة ، ومحاربة الظلم أيا كان شكله ونوعه .
ثم تدعي الإدارة كذلك أننا أقلقنا راحة الأهالي والمواطنين القريبين من الكلية ، لا ندري من يقلق المواطنين ، هل الطلاب العزّل في الجامعة الذين لا يملكون إلا حقائبهم وأقلامهم ، ام عناصر الأمن والملثمين الذين جاؤونا من فوقنا ومن أسفل منا حاملين الهراوات والحجارة يقاذفونا بها آناء الليل وأطراف النهار !
إننا ندين بشدة هذه التصريحات وغيرها التي تفتقر إلى المصداقية تماما ، وإلا فكان على إدارة الكلية أن تسعف المشاهد للأحداث بدليل كي تقر عينه ولا يحزن !
وإنه ليؤسفنا أيضا أن يصل الأمر بالإعلام الرسمي إلى هذا المستوى المتدني من اللامسوؤلية ، فقد كنا نأمل أن يكون الناقل الأبرز للحدث ، لكنه تغيّب بداية عن الأمر ، ثم ما لبث إلا وأن حرف البوصلة عن مسارها واتخذ دورا سلبيا مرفوض تماما .
وأخيرا ، نحن مجموعة من الطلبة الذين شاهدوا الظلم يقع عليهم أمام مرأى ومسمع من الجميع ، ولم يحرك أحد ساكنا ، فقررنا إزالة الظلم بطرق سلمية وشرعية راقية ، فكان لنا ما أردنا بفضل الله اولا ، وبجهود كل من ساندنا ولو بكلمة ، وها نحن اليوم نعود إلى مقاعد الدراسة متفائلين بمستقبل أفضل .
والحمد لله رب العالمين .
السبت ٦ / ٥ / ٢٠١٧ م
الطلبة المعتصمون