
لا تقول فول غير تا تحُط بالعدول
في المضافة وعلى غير العادة ظهرت مؤشرات لخلاف ما بين زيدان سائق التراكتور وفريوان أبو العُريّف ، لكن أحداً لم يلاحظ هذا بإستثناء المختار مثقال والذي حاول أن يتجاهل ذلك خوفاً من تفاقم المشكلة على أمل أن تنتهي تلقائياً. ولكن سالم الدعدورة كان على علم مُسبق بالخلاف ، وكعادته أثار الموضوع عندما قال : ترى يا جماعة الخير زيدان وفريوان أبحتشوش مع بعظ .
فيقول المختار : له .. له .. له صحيح هالسولافة يا فريوان؟
فريوان : آه والله يا مختار صحيح . والتفت بنظراته الغاضبة تجاه زيدان.
المختار : ئي وعلى شو مختلفين ؟
فريوان : اسأل زيدان هاظا هو قدامك.
المختار : ها يا زيدان على شو مختلفين ؟
زيدان : ما بيش إشي يحرز يا أبو طايل ، القصة وما فيها إمسات وأني بحرث عالتراكتر بوطايات مفظي ، قام عود الحراث هال أتشمن حجر من سنسلة فريوان .
فريوان : ول .. ول .. ول عليك كرعت نص حجار السنسلة وهسع بتقول عنهم أتشمن حجر … اتردوش عليه .. ترى يا جماعة زيدان بكل ديرة للتراكتر بقى العود يُظرب بالسنسلة ويهيل حجاراتها . تامنه هال نصها .
المختار : هو أنت يا زيدان باقي تحرث وطايات مفظي بالعرظ ؟
زيدان : آه والله يا أبو طايل ، مهو هيتش بده مفظي . وهاظا هو اسألوه
مفضي : مهو يا جماعة زيدان صار له ثث سنين بحرثها بالطول تا منها صارت مثل الهُبجة . مشان هيتش كرّكت عليه يحرثها بالعرظ.
المختار : الله يسامحك يا زيدان لويش طاوعته مهي الأرظ دقيقة ويا دوب تعرف تدور وتستدير بالتراكتر .
زيدان : هاظا إللّي صار . وعلى كل حال مشان هالوجوه الغانمة غد من الصُبحيات بسري سروة وبعمّر الحجار الهايلات . مليح هيتش ؟ وكل شي ولا زعل حبيبي فريوان .
تنفض التعليلة ويغادر الجميع ويبقى المختار و رسمي . فيقول المختار لرسمي : الحمد لله إللّي خلص هالطابق على خير وسلامة .
يضحك رسمي ضحكة صفراء ويقول للمختار : يا أبو طايل ( لا تقول فول غير تا تحُط بالعدول ).
يستغرب المختار من جواب رسمي ويقول له : شو بتقصد ؟ فيرد رسمي قائلاً : قصدي خلينا نستنى لغد ونشوف زيدان بعمّر الحجار ولا لأ . أي مهو نص حجار القرية هالهن بتركتروه وهظاكهن بعدهن على هيلتهن .