الامتحانيون الجدد: التوجيهي٢/١

#الامتحانيون_الجدد: #التوجيهي٢/١

د #ذوقان_عبيدات

أثار الإعلامي الشهير أسامة الرنتيسي قضية التوجيهي مرة ثانية من زاوية حجم مادة التاريخ
في معدل التوجيهي، وردت عليه الوزارة بما يقتضيه الموقف! ولكن موضوع التاريخ الوطني ليس العنصر الأبرز في قضايا كبرى! فالمطلوب هو منهاج التاريخ الوطني ، ومن يكتبه وكيف نكتبه، وبأي الاستراتيجيات ندرّسه
ومدى ضرورة هذا التاريخ وغيره من المواد : اللغة، الأخلاق، الفلسفة، الموسيقى والفنون بأنواعها، والشعر ، والأدب، والاتصال والقيادة ، والإدارة، والثقافة العامة، وغيرها لكل من الطبيب والمهندس والتاجر ولاعب الكرة، والنائب وغيرهم!
فلو أعطينا التاريخ درجات أكبر هل سيتحسن التعليم والتوجيهي؟ وحتى هل يتحسن نموذج المتعلم وقدرته على اجتياز التعليم العالي؟ هذه ليست مغالطة! مشكلتنا تطوير التعليم! وهل هذا مرتبط بتطوير التوجيهي كما يعتقد الامتحانيون الجدد الذين امتدوا ليصلوا إلى إدارة عملية المناهج، وأسرها ضمن نطاق الامتحانات؟

 (١)

التوجيهي الجديد
أوصت لجنة تطوير التوجيهي”أبو قديس” بسيناريوهات ” منها، مدّ
قلق التوجيهي على مدى سنتين!
ولا يمتلك أحد ما دليلًا على أن التوجيهي ذا السنتين سيقلل التوتر، في حين رأى آخرون أنه قد يزيد التوتر! ويكفي تقديم مادة واحدة حتى ترتفع درجة توتر الطلبة والمعلمين والأهل، والإعلاميين، وحتى الفاحصين! فما بالك بأربع مواد!!!!

(٢)
تخصصات التوجيهي

يقول الامتحانيون إن الطلبة في الثاني الثانوي سيتوزعون في تخصصات تقودهم إلى خيارات تخصص جامعي واحد مرغوب.
وهذا يقود وليس يمكن أن يقود إلى ما يأتي:
أولًا- الاعتراف بأن الشاب المختص لا يحتاج إلى غير اختصاصه! فالمهندس مثلًا لا يحتاج دينًا ولا تاريخًا ولا فنا ولا فلسفة، ولا لغة، فالمهندس خبير رياضيات وفيزياء، وكذلك الطبيب!
ثانيًا-إن مواد غير الاختصاص، ستكون مواد مهملة تمامًا في الصف الثاني الثانوي، فما من طالب يترك مواد التوجيهي ليهتم
بمواد غير التوجيهي.
ثالثًا-إن أي طالب تخصص علم صحية مثلًا، قدم التوجيهي، ولم يحصل على مقعد جامعي صحي
سيصبح مكشوفًا دون أي فرصة بديلة! فهو لا يستطيع التنافس على مقعد محام أو مهندس أو حتى معلم صف! وهذا يعني متاهات عديدة ليس فيها نور أو أمل!

(٣)
هل تطوير التوجيهي تطوير للتعليم!

لا أعتقد أن د “أبو قديس” كان يعتقد أن تطوير التوجيهي هو حل لمشكلة التعليم، ولكنه حين شكّل لجنة تطوير التوجيهي خلق
عددًا من الامتحانيين الجدد الذين قلبوا المعايير، ووظفوا كل جهد لضبط الدوام والامتحانات
والمناهج، وسيطروا على مفاصل التعليم، ورفعوا شعار: لا صوت يعلو على صوت الامتحان: ففي المناهج تسيد الامتحانيون، وفي التعليم: الامتحان أولًا، ولم نعد نسمع سوى مصطلحات بنك الأسئلة، ولجان القياس، ورجال القياس، وغابت مصطلحات تعليم التفكير، والتعليم من أجل الفهم، والتعليم ذي المعنى، وتمايز الطلبة!! وتمهين التعليم
على الرغم من أدلة تراجع التعليم التي فاجأنا فيها الامتحانيون العالميون!
(٤)
انكشاف التعليم

إن تراجع التعليم، الذي يلمسه المواطن من غير أدلة الاختبارات الدولية، لم تحفز مجلس التربية على انتفاضة بعنوان: تدهور التعليم في عهدنا! فماذا علينا أن نفعل؟
لاحظت حدثين:
مؤتمر تربوي بين جمعية تربوية
ووزارة التربية، لم يثر اهتمام أحد حتى منظمية!
والثاني: نهضة قادتها لجنة التربية في مجلس الأعيان، تمخض عنها تقرير على الأغلب سيكون مؤثرًا
أو قد يكون!
أما باقي العاملين عليها، فقد ابتسموا وواصلوا النوم!
الامتحانيون يحكمون التعليم، والمناهج، ولا صوت يعلو فوق صوت بنك الأسئلة!
لدينا أربعة عشر وزير تربية في القرن الحادي والعشرين، لم يحصل أي منهم على وسام!!
فهمت علي جنابك!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى