الاقتصاد في الحواس..ما هو؟

الاقتصاد في الحواس..ما هو؟
ا.د حسين محادين

(1)
تاريخيا ؛ جرت العادة فكراً؛ تعبيرا ؛ وسلوكيات ثقافية أن يُستخدم مفهوم الاقتصاد في الشؤون المالية تحديدا، اي ارقام الميزانيات وكيفية توزيعها أو استثمارها بطريقة رشيدة تخدم الكُثرة من المستفيدين في مجالات التنمية الحياتية بكل عناوينها؛ وبمعنى متمم هو قِلة في حجم الإنفاق المالي المدروس تنمويا بطريقة علمية تؤتي ثِمارها بأكبر استفادة من عوائد هذا الانفاق بشريا، وجغرافيا، وتمكين نحو تحسين مستوى ورفاه حياتنا أفرادا وجماعات وربما كدول.
(2)
الاقتصاد في الحواس ببساطة هو؛ نحت تعبيري ودلالالي موحِ قمتُ باجتراحه ليقود القارىء إلى إمكانية استفادته من مفاهيم بعض العلوم”الاقتصاد مثلا” ليقوم في توظيفها أثناء تخطيطه لإدارة حياته الخاصة والإبداعية العامة ، سواءً أكان فرداً ام مجموعة وجماعات كذلك.
(3 )
– مفهوم الاقتصاد في الحواس يقوم باجتهادي على ضرورة استفادتنا من عدد مِن المؤشرات الدالة على معانيه التي تسعى هنا لتبسيط مضامينه الاولية كمفهوم جديد وبصورة تشاركية بين نحت الكاتب لهذا المفهوم،ورغبة القارىء في الاستفادة من فكرته و مضاميه في يومياتنا على مسرح هذه الحياة عبر الإجابة على الأسئلة الآتية لتقريب المعاني الجديدة المتضمنة في هذا المفهوم ومنها:-
– كم من الأسماء أو الذكريات الماضوية، التي ما زالت تُشغل مساحات مؤلمة في مخزون ذاكرتنا الكلية بسبب عدم جدوى هذه الذكريات أو حتى انتهاء فعاليتها، ومع مرور الزمن لم نعُد راغبين في استحضارها لزيارتها غالباً.
لذا ما الحل الأوفر غير شطبها من ذاكرتنا كي نستثمر عوضا عنها ؛ معارف وافراح أجدى، وأكثر بهجة لنا منها في ظل هذا الحجم الهائل من ضغوطات الحياة الجاثمة على خلايا ذاكرتنا وادمغتنا المزدحمة بالمواجع غالبا.
– مثلاً؛ كم هو حجم؛ وما هي اعداد الأسماء التي تُثقل ذاكرة هواتفنا الخلوية دون ضرورة عملية لها، إذ سُجلت لغرض آني أو عابر فقط ،لكنها في الوقت ذاته تُبطئ هذه الاسماء أوالارقام من سرعة استدعاء أسماء أخرى من ذاكرة هواتفنا أكثر فرحا وضياءً منها ؛ولعل من الحصافة أن نشطبها وهذا شكل من الاقتصاد في حولينا ايضا فذاكراة هواتفنا التكنولوجية هي الجزء الأكثر استخداماً من ذاكرتنا الواقعية في الواقع هذه الايام ..فشطب تلك المواعيد او الاسماء غير المستعملة ستسهم حكما في تنشيط نبضنا وانفاسنا بصورة متسارعة من قبل؛ و في زراعة مواعيد افراحنا المتجددة والملوّنة مقارنة معها .
-اخيرا..
كم هي المواضيع التي تخُص الآخرين التي تُشغلنا دون ضرورة انشغالنا بها اصلاً، خصوصاً لا تقدم لنا فرحا ما، قدر جلبها التعاسة جراء تفكيرنا بغيرنا طوعا، أو حتى فضولا منا بحكم العادات الاجتماعية السائدة دون أن يطلب اصحابها منا رأيا؛ أو حتى تعليقا ما على مشكلاتهم التي تستحوذ على حواسنا المثقلة، والأكثر خصوصية واهمية لنا من أن ندحش انوفنا، وحواسنا ضمنا بالنيابة عن ألآخرين المعنيون بحل قضاياهم اولا وأخراً.
اذن ما الحل يا حسين؟ اقترح عليك ما يلي؛ انسى..اشطب..اقتنع وعياً وممارسة بأن ليس لديك -مثلي- فائض حكمة لاعطيه للآخرين..فهل نحن مقتصدون في حواسنا او قادرون على فعل ذلك؛..لست اجزم…لكني اعمل بهذا الاقتصاد المغالب قدر استطاعتي إلى ذلك سبيلا.
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
* عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى