الاصلاح السياسي وسرداب المهدي

#الاصلاح #السياسي و #سرداب #المهدي
بسام الياسين

شخصية عابرة للاوطان.كان ولم يزل، قدوة للمتفانين الاوفياء المنتمين .انه #مهاتير محمد،رجل #النهضة #الماليزية.نشأ في اسرة معدمة،واستطاع ان يصنع من عوزه وقودا لنجاحه، ومن طهارته الوظيفية عزوة تلتف الجموع حوله ومن بلاده #معجزة #اقتصادية. متعدد الابعاد :ـ عقل مفعم بالعلم،سمو اخلاقي ، فكر استشرافي،ذوبان ” اناه ” في الـ ” نحن الجماعية “. شد الجماهير، كحقل مغناطيس عالي الجاذبية .وبإعجازية زاوج بين رقة حبه لشعبه، وهالة الهيبة. اعظم ما فيه إيمانه النقي بربه،ويقينه ان العمر قصير،وخير ورثة تتركها بعدك، سمعة طيبة، وذكراً حسنا، اما من كان المال همه والعنطزة ديدنه،سيلعنه تراب قبره وساعة يذكر اسمه.

لذا،عمل طوال عمره على تبييض صفحته،ليلقى الله ناصعا كحمام مكة . عصامي صنع مستقبله بكده حتى تشققت يديه، ونسج تاريخه على نول عبقريته.صعد على سلم السياسة، دون رافعة عشائرية او تزكية دائرة امنية او توصية من مراكز عليا. زاد في شعبيته انتهاجه القيادة الابوية، الجامعة بين السلاسة والحزم. ورغم علو مكانته ومكانه، ظل وفياً لناسه كما كان، منذ ان ولدته امه،فالمعدن الكريم لا تغيره السلطة ولا تدير رأسه الصلاحيات الواسعة.لم يعرف العجرفة على خلق الله ولا العنجهية على من حوله ولا الارتزاق بالوظيفة بل بقي متواضعاً ودوداً،لا كباقي الساسة الذين يطفون على السطح كما “الفلين” او يطيشون على شبر ماء،كالطحالب التي ليس لها جذور .

لم يرث الزعامة من العائلة ولا اخذ المنصب والمكسب بالواسطة، لكن الله برمجه على نكران ذاته و خلقه لخدمة خلقه،و إحساسه بمعاناة ناسه.وان الفقر قرين الجريمة والكفر. لم يقف عند هذا الكلام بل سعى لتغيير اوضاع الغالبية الفقيرة على الدولة واستعادت ثقتها بالدولة.فاشتغل على محاور ثلاثة : ـ التعليم،التصنيع،الخدمات الاجتماعية. فقطف حصاده سريعاً.ارتفع دخل الفرد الماليزي من 100 دولار سنوياً الى 16 الف دولار.

بسط الله في عمره ليُكمل برنامجه،ويقتص من كبار الفاسدين، الذين كدسوا المليارات والمجوهرات في خزائنهم ،وحرموا الشعب خبزه. فجاء الحديث النبوي الشريف :ـ ” احسنكم من طال اجله وحَسُنَ عمله “،كأنه خيط له.

عجيبة العجائب عندنا، بعد مئوية الدولة، ان نُشكلَّ لجنة للإصلاح ؟ّ. ولا نقتلع قوى الشد العكسي ولا شلل الفساد التي تعطل سنَّ قوانين عصرية ،تشكيل حكومة برلمانية،تنظيم انتخابات غير مزورة،أحزاب فاعلة لا دكاكين تستجدي اجرة مقارها ، تفعيل حقوق انسان،بسط حرية التعبير ورفض قانون ” الجرائم الالكترونية ” والخلاص من الهيئات المستقلة التي تستنزف خزينة الدولة ،لينعم بها اولاد الذوات.

سؤال نطرحه لم يجرؤ احد على اجابته :ـ من نهب الوطن ؟ !. من اوصلنا للعجز والوهن ؟. من حفر قبرنا واشترى لنا تابوتاً وكفن ودفننا احياء ؟. لقد هرمنا ولم يصل قطار الاصلاح الى محطتنا،ثم اخبرونا انتظروا عشرين الى ثلاثين سنة اخرى .فاي ذهنية هذه ؟!.. سيموت اعضاء اللجنة،وستكون الاكثرية من اهل القبور.ظني ان المهدي سيخرج من سردابه قبل تداول السلطة في وطني .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى