#الاحزاب_الاردنية..هل هي #بيوت خبرة لتثقيف #الشباب حزبياً.. لنتحاور..؟
ا.د #حسين_محادين*
(1)
ثمة تصنيف نمطي متداول في #خطاب_الاردنيين المستقلين منهم أم الحزبيين وكجزء من الذاكرة الجمعية لهم عن الاحزاب و #العمل_الحزبي الجديد بمجمله، فعند تناولهم هذه الايام، لواقع وآفاق الثقافة الحزبية والتنظيمية للمنتسبين الى الاحزاب الجديدة ، وتحديدا بعد اقرار قانوني الاحزاب والانتخابات النيابة والعمل بهما.
ومفاد هذا الحديث / التصنيف الشائع وهو غالبا ما يختزل محتوى الاحزاب :-فلسفتها ، ادوارها، اهميتها التنظيمية قائلا، بأن لدينا احزابا
اولا- ايدلوجية تاريخية وتشمل الاحزاب:-
أ- الاممية بأطيافها مثل
الاسلامية /الدينية ،الشيوعية /الوضعية .
ب- القومية, القوميون العرب/الناصريون، البعث،
ثانيا- الاحزاب البرامجية اي الحديثة العهد التي مضى على تاسيسها بضعة عقود وأحدثها ماتم تأسيسه في العام الاخير من الان.
(2)
لعل اللافت لدى الباحث في علم اجتماع السياسة والاعلام حاليا ، انه ورغم عراقة وتاريخية انبثاق الاحزاب والعمل الحزبي ترابطا مع وجود وتداول اسماء قادة حزبيون واعداد كبيرة من الحزبين المصنفين شعبيا كذلك منذ اواخر عشرينات القرن الماضي في الاردن ،اي بعيد نشوء امارة شرق الاردن ، الا انه لم يتم العثور على مصادر علمية -بحدود اطلاعي- تدل على وجود مدارس او معاهد حزبية منظمة ومتخصصة في التثقيف / التنظيم الحزبي كانت تدرب الحزبين منذ انطلاقة الاحزاب في الاردن منذ ما يقارب سبعة عقود من الآن ، اقول مدارس حزبية مؤرخ لوجودها في داخل الاردن مثلا كما هو الحال مع توفر وانتشار الوثائق والشواهد التي ترصد مراحل المدارس والجامعات الأكاديمية ذات الحضور والتأثير في المسيرة التعليمية الاردنية المنظمة، في حين اننا افتقدنا الى ما يوثق لضرورة وجود مدارس للاحزاب-وليس خلايا تنظيمية وتوعوية للاحزاب العقائدية مثلا- فهل كان التثقيف الحزبي بمجمله ارتجالا، ام كان اهتماما فرديا لدى الاحزاب والحزبيين…وان كان كذلك فرضاً،عن ماذا كان يقرأ الحزبيون القدامى ولمن ، وكيف تمكنوا بأدواتهم الثقافية والتنظيمية “الارتجالية/العفوية” في القطر الاردني ان ينشوروا الفكر والعمل الحزبي شعبيا في مجتمع بدوي زراعي بسيط البنية والعلاقات الانتاجية والاجتماعية في ذات الوقت..؟ وهل غياب المدارس المعاهد الحزبية المفترض، هو الذي تسبب هذه الايام في وجود فجوة ذهنية وفكرية بين شباب اليوم النادر التحزب في الاحزاب البرامجية الحالية، مع الشيّاب من بقايا الحزبيين العقائديين القدامى وجلهم من كبار السن..؟…وماذا يمكن ان نستنتج بعد الاجابة على التساؤلات والمعطيات المبالغ فيها علميا وواقعيا عن وجود عراقة تاريخية للعمل الحزبي، ثقافة ، أعراف وتواصل بين الاجيال في المجتمع الاردني..؟.
( 3)
اخيرا..
تاريخيا، ومن منظور تشخيصي علمي محايد..
إن كان هذا واقع العمل الحزبي الذي كان قائما على العفوية، او التأثر والتبعية الاردنية للاحزاب العربية والاسلامية خارج جغرافيا الاردن الحالي، وهو بالتأكيد جزء من نتائج تقسيمات الاستعمار واتفاقياته التأمرية على أقطار امتنا كما نبرر عادة..فهل بوسعنا التأكد/التأكيد علميا ووثائقيا بأن ما كان لدينا من مسميات في العقود الماضية هي فعلا، احزابا وايدلوجيات مؤسسية ديمقراطية وتشاركية شعبية فعلا ، ام انها اطر تنظيمية صورية متأثرة او نتيجة عدوى تقليد اصابتنا من ما هو حزبي ناهض في المجتمعات الغربية حينها مثلا، نقول هذا ونحن للآن لم نقرأ دراسات او حتى حوارات جادة لماذا، اخفق الحزبيون العرب المسلمون معا” سواء لاسباب ذاتية, او حتى تأمرية عليها كما نبرر غالبا عند تولت هذه الاحزاب السلطات في العديد من الدول العربية..ولماذا لم تستمر او تتطور في تصالحها مع رعاياها ولا اقول مواطنيها ،وهل كان سؤالا الكرامة والتعددية حاضرين في يوميات تلك الاحزاب الحاكمة على عكس الانظمة الملكية التي استمر بكل ما لها وما عليها..؟.
وهل يمكننا القول بثقة ان الاحزاب بمجملها بيوت خبرة وتأهيل لأعضائها في تمثلهم للتعددية وقيم الثقافة والحوار المُشتهى للآن، ثم هل يمكن الاعتراف بان لدينا قادة احزاب واعضاء هشاشة فكرية وثقافية في مضامين وآفاق العمل الحزبي العقائدي البرامجي معا…وهذه دعوة
للتحاور بالتي هي اجدى لوعينا ولوطننا المغالب الصابر .
- قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة.