#الاحزاب_الاردنية_الجديدة.. #مركزية+العاصمة ام #تشاركية_المحافظات..رؤية تشخيصية؟.
ا.د #حسين_محادين*
بدأت العديد من الأحزاب الجديدة بعقد مؤتمراتها التأسيسية في العاصمة الحبيبة عمان فقط، مع ملاحظة أن المحافظات الآخرى لم تشهد بعد اي اشهار لحزب اردني جديد فيها للآن ؛ فهل يعني هذا التشخيص المستند لكل من إطروحات علم اجتماع السياسة ولطبيعة التردد الشعبي في تقبل الاحزاب الاردنية الناشئة وغير المؤدلجة ايضا،. وهل سنشهد في قادم الاسابيع اجابات على التساؤلات التحليلية التالية مثلا:-
- هل سنشهد إشهارا ما لإحزاب رشحت ونضجت اهدافا، وتنظيم حزبي في محافظات الوطن الاخرى اضافة للتزاحم الحزبي الحالي بنية، تواجد وقيادات في العاصمة الحبيبة..؟.
- هل يوجد لدينا للآن احزابا تشكلت في المحافظات وتسعى لمعالجة اولوياتها الحياتية الملحة تحت مظلة الدستور والوطن عموما، مع ضرورة العمل الحزبي الجديد ، توسيع قاعدة وعناوين مشاركة سكانها محليا ووطنينا كمجالس المحافظات مثلا بكل ما لديهما من ضعف في ما يخص المحافظات للآن، وألا-يتسأل المواطنون- كيف ستكون الاحزاب الناشئة مقنعة لهم ومغايرة للسائد الرسمي تاريخيا الذي كانت وما زالت تستأثر فيه العاصمة بالوزراء والمناصب العليا، والاقتصاد، والقيادات، والقطاع الخاص ايضاً بعد ان تراجعت ادوار القطاع العام بعيد تسارع اخذنا في الخصخصة متأثرين حكما في النهج العالمي المعولم بعيد تسعنينات القرن الماضي وسيادة القطب الواحد.
- ترى ما حصة تمثيل ابناء المحافظات في القيادات العليا للاحزاب الناشئة واقعا ومفي المستقبل كي يقتنعوا بأن واقع التمثيل الحزبي الجديد جاذب لهم للانخراط في الاحزاب، وبواقع جديد مختلف عن الاعراف السياسية والحزبية للحكومات والاحزاب الايدلوجية المتعاقبة معا، إذ اقتصر تمثيل المحافظات فيهما على الذين يسكنون عمان من ابناء المحافظات فقط مع الاحترام ، والقريبون بدورهم من مستودع القرار الرسمي والاحزاب التاريخية فيها منذ عقود، رغم ان المعطيات الحزبية والسياسية تاريخيا وحاليا في الاردن، تشير الى ان الجماهير المهتمة بالعمل الحزبي والسياسي و المستهدفة من قِبل الاحزاب الناشئة في ومن العاصمة الحبيبة هم الاكثر عددا وربما تأثيرا في المشهد السياسي والنضالي وحتى الانتخابي الوطني هم ابناء المحافظات واطرافها…فهل يمكن الإستنتاج عمليا،بأن الاحزاب الجديدة قد استنسخت رؤية وطرائق تشكيل نهج الحكومات الحكومات المتعاقبة منذ عقود..وسترجع لاحقا -وهنا تحديها ومأزمها التنظيمي الراهن والمقبل باجتهادي -الى اكتشاف عجلة العمل الحزبي اردنيا ، القائلة ان ابناء وشباب المحافظات من الجنسين بأوجاعهم وصبرهم على البطالة والفقر وعلى الاعتصامات واسقاط الحكومات عبر عقود ،وندرة مشاركتهم في صناعة القرارات التنموية وآمالهم في النتيجة،إنما يشعرون وبعميق الفهم المسكوت عنه وترقبهم للآن ،ان أليات تشكُل الاحزاب الجديدة بحاجة الى خطوات استدراكية مضافة ازائهم الآن وليس لاحقا، رغم تفهمهم لضرورة الاحزاب الحالية في الاردن ،خصوصا بعد ان اشهر جلالة الملك رؤيته الجديدة لاهمية الاحزاب وضرورة تطورها كنهج وطني لا عودة عنه فكرا.. وتشريعا وممارسات تحديثية..الا ان الشباب في المحافظات ايضا يشعرون ان الاحزاب وقياداتها من الاسماء المكرسة من عقود في العاصمة والمواقع الوزارية وغيرها والتي تصلح لكل المراحل بتعبيرهم،انما تتعامل معهم ربما على انهم مجرد مستودع مغذِ لعضوية تلك الاحزاب وليسوا شركاء مؤثرين بعمف وبالقدر المقبول، اي بما هو اشمل من رمزية التمثيل لهم في قيادتها على الاقل ، وتحديدا في الاحزاب التي عقدت مؤتمراتها واختارت قياداتها في الآونة الاخيرة.
اخيرا ..وبالترابط مع ما سبق، يمكن فهم لماذا تعاني الاحزاب من ضعف تمثيلي لعضوياتها في اقليم الجنوب مثلا والذي عُرف عنه بانه بيت خبرة مستدام للاحزاب الايدلوجية سواء القومية او الاممية هذا تشخيص علمي وواقعي من جهة، ومن جهة تقويمية متممة باعتقادي، يمكن للاحزاب الناشئة وقيادتها العمل الاجرائي الفوري على زيادة تمثيل والعناية بهذا الاقليم لكسر واقع ضعف الاقبال على الاحزاب من قبل قاطينيه للسيما الشباب منهم.
هذه دعوة للتفكر والحوار الحزبي بالتي هي احدى…فهل نحن فاعلون…تساؤلات مفتوحة على الاحتمال راهنا وفي المستقبل القريب.
*جامعة مؤتة -قسم علم الاجتماع.