الاحتلال يسعى لتوطين آلاف اليهود الأوكرانيين الفارين من الحرب

سواليف

تواصل #إسرائيل مساعيها للرقص على الحبال، ومحاولة التوسط بين #روسيا و #أوكرانيا لوقف #الحرب ، فيما يواصل الغرب تصعيد العقوبات واتهام #موسكو بارتكاب جرائم حرب، بينما لا تبدي دول كثيرة موقفا، ولا تسعى لأي وساطة من بينها الدول العربية.

وفيما لم يصدر بيان عن #حكومة_الاحتلال، قال بيان صادر عن الكرملين إن الرئيس الروسي فلادمير #بوتين تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي #بينيت لمدة ساعة. كما أوضح بيان الكرملين أن بوتين وبينيت تحدثا حول “الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا وعن المساعدات الإنسانية التي تقدمها إسرائيل”.

كذلك وطبقا للكرملين، فقد لفت بوتين أنظار بينيت لـ”العملية البربرية” التي قام بها الجيش الأكراني في إقليم دونباس، مستخدما قنابل انشطارية أدت لعدد كبير من الضحايا. واكتفى الكرملين بالقول إن بوتين أيضا أشرك بينيت بتقديراته لمستقبل المفاوضات بين بعثتي روسيا وأوكرانيا التي تتجدد اليوم الثلاثاء عبر تطبيق “زووم”.

ونقلت الإذاعة العبرية عن مصدر حكومي إسرائيلي، قوله إن نفتالي بينيت خرج من اجتماع الحكومة ليتحدث عبر الهاتف مع بوتين. وبعد ساعتين، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زلينسكي عن مكالمة جديدة له مع بينيت اعتبرها “جيدة” بخلاف منشورات وتصريحات سابقة انتقد فيها الحياد الإسرائيلي.

امتصاص غضب أوكرانيا

وقالت المصادر المذكورة، إن المكالمة بين بوتين وبينيت استمرت نحو ساعة ونصف. وما يحرّك إسرائيل في سياساتها المحايدة ومناوراتها، هي منظومة مصالح على رأسها تحاشي إغضاب بوتين، واستمرار التنسيق الأمني مع روسيا في سوريا، ومحاولة استثمار الحرب والفوز بعشرات #آلاف_المهاجرين_اليهود من روسيا أيضا عبر حصولها على موافقة بوتين على هجرتهم بعدما أمر بإغلاق الحدود. في ذات الوقت، تسعى إسرائيل عبر تقديم مساعدات إنسانية وبناء مستشفى ميداني في أوكرانيا وبواسطة هذه المحادثات والوساطة التي تبدو افتراضية أكثر مما هي واقعية، تسعى لامتصاص غضب كييف خاصة رئيسها زيلينسكي ومحاولة منعه من مواصلة توجيه سهام نقد لاذعة لها، لا سيما أن شعبيته كبيرة في العالم، وأن مجابهته الروس بـ”شجاعة” منحته صورة “البطل”. فمواصلة توجيهه الانتقادات لدولة الاحتلال، من شأنها أن تعريها وتنزع عنها قناعها، خاصة في الغرب.

غير أن استمرار هذه المكالمات المطوّلة وتكريس بوتين وقتا طويلا للحديث مع بينيت، يدلل على وجود مصلحة روسية في هذه المفاوضات، وربما بـ”سلّم” يُنزله عن شجرة عالية تسلقها في ظل المقاومة الأوكرانية التي تعيق تقدم الجيش الروسي، وربما بات بوتين يبحث عن تسوية تحفظ له ماء الوجه، وعدم التورط في وحل جديد بعد “الوحل الأفغاني” و”الوحل الشيشاني”.

مصلحة روسيا

كذلك يبدو أن هناك مصلحة لروسيا باستمرار هذه المداولات مع إسرائيل في ظل حالة حصار غربي على موسكو، ورزمة عقوبات أوروبية رابعة تفرض عليها اليوم. ولذا وجّه عدد كبير من المراقبين في إسرائيل انتقادات لمناورات إسرائيل ومساعيها لمواصلة إمساك العصا من المنتصف والبقاء في دائرة الحياد، رغم عتب قائم وغضب محتمل من قبل دول غربية بما فيها الولايات المتحدة. عبّر عن هذه الانتقادات المحلل الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية يوسي ميلمان، الذي قال إن إسرائيل اختارت البحث عن مصالحها تاركة كل القيم والأخلاق التي تشدقت بها طيلة عقود، داعيا لانضمامها للغرب واتخاذ موقف صارم من الاحتلال الروسي لأوكرانيا. كما أن ميلمان يقلل ضمن مقال نشرته “هآرتس” من المصالح الإسرائيلية التي يمكن خدمتها من خلال هذه المناورات، ومساعي الوساطة. وقال إن موقف إسرائيل هنا غير أخلاقي وغبي؛ لأنه لا يخدم مصالحها فعلا، مشددا على أن بوتين يستخدم نفتالي بينيت لأغراض دعائية.

هذا وهم

وتبعه القائد السابق للاستخبارات العسكرية، الجنرال في الاحتياط عاموس يادلين، الذي وجّه انتقادات مباشرة للموقف الإسرائيلي حيال هذه الحرب. وفي موقع القناة 12، قال يادلين إن خوف إسرائيل من غضب روسيا ووقف حرية طيرانها في سماء سوريا “وهمٌ” لعدة أسباب، منها أن روسيا غير قادرة على فتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط ولأنها محاصرة من عدة نواح، وبحاجة لرئة إسرائيلية تتنفس منها، ولأن هناك “مهم وأهم والأهم” هو المحافظة على العلاقات المتينة مع الحليفة الحقيقية المجرّبة، الولايات المتحدة.

فضحت إسرائيل في العالم

وتتصاعد الانتقادات في إسرائيل ضد سياساتها هذه، خاصة التعامل غير الإنساني مع اللاجئين الأوكرانيين ورفض استقبال مئات منهم، والإبقاء على آخرين في ساحة مطار بن غوريون في ظروف صعبة، تزامنا مع مواصلة التهرّب من تلبية طلب زيلينسكي بالحديث مع نواب الكنيست، حيث قال رئيس البرلمان الإسرائيلي متذرعا، إن مبنى الكنيست مغلق ويخضع لعمليات ترميم وإصلاح. وحاليا تستقطب دولة الاحتلال المهاجرين اليهود بالأساس من أوكرانيا، وتعيق قبول غير اليهود؛ بسبب المخاوف الديموغرافية التي تنكرها، لكن الأوساط الإعلامية وغير الرسمية تقر بوجود اعتبارات ديموغرافية.

وشهدت الجلسة الأخيرة للحكومة الإسرائيلية جدلا حادا حول استيعاب الأوكرانيين غير اليهود، واحتد النقاش بعدما قال وزير الشتات والمهاجرين في حكومة الاحتلال، نحمان شاي، إن أكرانيا أقرب لنا لأننا أوروبيون، فردّت عليه وزيرة الاستيعاب والهجرة، تامنو شاطا، أن عدم التفات إسرائيل لمحنة اللاجئين في موطنها الأصلي، إثيوبيا، يدلل على عنصرية الرجل الأبيض.

كما تصاعد النقاش بعدما قال وزير المالية، المهاجر من أصل روسي، أفيغدور ليبرمان، إن هناك رؤساء سلطات محلية في إسرائيل مستعدون لاستقبال لاجئين من أوكرانيا خاصة نساء أوكرانيات. وقد اعتبر وزراء ووزيرات، أن أقوال ليبرمان نطوي على إيحاءات جنسية، ودعته وزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي، للتراجع عن تصريحاته، وقالت إن الرجال هم من يصنعون الحروب، والنساء أول ضحاياها.

تقاسم أدوار

من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، إن دولة الاحتلال لن تكون مسارا التفافيا للعقوبات الغربية والأمريكية التي فُرضت على روسيا. وجدد موقفه بأن الغزو الروسي لأوكرانيا لا مبرر له، داعيا إلى وقف إطلاق النار. وأوضح لابيد خلال زيارته سلوفاكيا، أن إسرائيل لن تتجاهل ولن تتغاضى عن العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية، لكن فعليا لا تشارك إسرائيل في هذه العقوبات.

وفيما يبدو لعبة تقاسم أدوار بينه وبين نفتالي بينيت، كرر لابيد موقفه بشأن الغزو الروسي، قائلا إن “هذه الحرب يجب أن تتوقف، فالقارة الأوروبية شهدت الكثير من الحروب، وكان الشيء الوحيد الذي نتج عنها هو المعاناة الرهيبة. ففي السنوات الأخيرة، كان هناك سلام في أوروبا، نتج عنه الازدهار الذي لم يعرفه البشر من قبل”.

بين لابيد وبينيت، تواصل إسرائيل الظهور في الهواء بصورة الوسيط الذي يبذل مساعي محمومة لوقف النار، لكنها على الأرض تسعى للفوز بأكبر عدد ممكن من المهاجرين اليهود الروس والأوكرانيين، وسط استغلال محنتهم في ظل الحرب والحصار. وحاليا تتحدث جهات إسرائيلية عن الاستعداد لاستيعاب عشرات الآلاف من المهاجرين الجدد من روسيا وأوكرانيا، وربما هذا ما يدفع إسرائيل لمحاولة الرقص على حبلين كي لا تستفز بوتين ويحول دون هجرة اليهود من بلاده. وتكشف استطلاعات رأي متتالية، أن الإسرائيليين منقسمون حيال سياسة إمساك العصا من طرفيها حيال الحرب في أوكرانيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى