عندما كنت طالبا في جامعة بغداد في السنة ألاولى كان هنالك متطلب دراسي لمادة الفيزياء ولها كتاب وفي نهاية كل وحدة هنالك ما يقارب من 30 سؤالا ولكل سؤال اجابة والإجابة فقط في نهاية الكتاب دون الدخول في التفاصيل او خطوات الحل ، فكان عندي يقين وإيمان حقيقي ان هذه الاجابة صحيحة ، فلذلك كل محاولة مني لحل السؤال لا تكون فيها الإجابة تطابق ما في نهاية الكتاب كنت أعيد المحاولة مع الرجوع إلى الدرس وتحليله مرة أخرى ، احيانا كانت المحاولات كثيرة لربما في بعض الأسئلة أكثر من 10 محاولات إلى ان يتطابق حلي مع الإجابة التي في نهاية الكتاب وعندها اكون قد تمكنت من المادة التي درستها ، وما كان هذا ليحدث لولا إيماني العميق الذي لا يخامره شك ان الإجابة في نهاية الكتاب صحيحة وان القائمين على هذا الكتاب مختصون بهذا العمل ومتمكينين في مجال اختصاصهم وأهل للثقة. الثقة المبنية على محكات واسس جعلتني أحاول المرة تلو الأخرى وفي كل مرة تحصل الفائدة ، ففي كل محاولة الإجابة لا تطابق إجابة الكتاب يقيني هو انا الخطأ والكتاب هو الصح ، وهنا لست بصدد تقيم ما آمنت به في تلك الفترة ، فانا اصف مرحلة ما مررت بها . المغزى مما ذكرت هو اذا كان هذا تعامل كل البشر وإذا لم يكن كذلك معظم البشر بكتاب وضع ممن هو دون الله فما بالنا بكتاب هو كلام الله ،فالإيمان الحقيقي واليقيني يقتضي ان نتعامل مع هذا الكتاب بمبدأ احاول التدبر ،ففي كل مرة أجد عدم توافق انا الخطأ والقرآن هو صح إلى ان اجد التوافق وبعدها سنرى ان هذا القرآن معجز مدهش عظيم وأحسن وصف له هو كلام الله وان لم تجد التطابق وتوقفت عن المحاولة فان الزمن ومن يأتي بعدك سيجد التطابق ولربما لن يجد أحد التطابق فعندها هذا مما أراده الله من علم خفي على البشر . وإليكم مختارات من كلام الله :؛ يقول الله تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه)، وفي موقع آخر ( إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) ومكان آخر ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْء) لاحظة عزيزي القارىء عدم تقيد كلمة شىء ، وفي مكان آخر ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ) . مرة أخرى كلمة شىء غير مقيدة. وفي مكان آخر في سورة هود ( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) وفي موضع اخر يقول الله تعالى ((قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا)). السلف الصالح فهم ما أرمي إليه وإليكم بعض أقوال السلف :- قال ابن عباس: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله تعالى , وقال الشافعي رحمه الله مرة في مكة سلوني عما شئتم أخبركم عنه في كتاب الله. انا الفقير إلى رحمته أسطر وأقول :- كلام الله فيه الطريق المستقيم لما فيه خير الدنيا وخير الآخرة، خير الدنيا صحة في البدن والنفس وللمجتمع ككل وخير الآخرة جنة لكل مجتهد فيها نصيب مما كسب وحسب كسبك ستكون درجتك . في الختام :؛ أرى ان القرآن يعطيك بقدر ما تعطيه من خلال القراءة والتدبر والعمل به كلما زدت تعلقا به أعطاك بأكثر مما تتوقع ،ففي القرآن وما صح من السنة كنوز الدنيا والاخرة وكيف لا والقران وهو كلام الله وما صح من السنة تبيان وشرح للقرآن ، فما عليك الا البحث مع التدبر والصبر .
أقرأ التالي
2024/11/23
كل اليهود لإسرائيل جنود / الجزء الرابع
2024/11/23
مجدرة سياسية / هبة عمران طوالبة
2024/11/22
قرار رسمي لمعاقبة المجرمين الصهاينة
2024/11/21
كَعْبُ الدُّسْتِ
2024/11/21