كيف تكون ديمقراطياً في بيتك ؟! / كامل نصيرات

كيف تكون ديمقراطياً في بيتك ؟!
يوم الجمعة الماضي ؛ وباعتباره مقدساً عندنا؛ ليس بسبب صلاة الجمعة فقط ؛ بل لأسباب تتعلق بالكرش و المعدة و لمّة العيلة ..وهو اليوم الأكثر فيضاناً بـ(الزّفَر / فتح الزاي والفاء) ..فقد (فاجأتني ..!!) أم وطن بسؤال تسألني اياه كل يوم ثلاث مرات ؛من أجل ذلك تفاجأت ..! : شو حاب تتغدّى ..؟ فقلت لها شوفي الأولاد و اطبخي مثلما يريدون ..وما عليك منّي ..! أخفت ابتسامةً غير مريحة وقالت : نادي أولادك و اسألهم بنفسك ..!
و الحقيقة أنها كانت فرصة تاريخية لي ولعائلتي كي أعطيهم مثالاً عملياً عن الديمقراطية ..و الرأي و الرأي الآخر..وكيفية التشاور و الشورى ..والخروج بقرار ديمقراطي موحّد ..!
أولادي حولي ..وأنا بكلّ رقّة وحنان قلت لهم : الديمقراطية شيء عظيم ..و الحرية شيء أعظم ..و رأيك يجب أن يحترمه الجميع ..اليوم يا أولادي لكم الحريّة المطلقة في اختيار طبخة اليوم ..وتذكّروا يا أولادي أنكم تمارسون الحريّة الحقيقيّة ..وأنتم تطلبون منّي طبخة كذا بعد أن تتفقوا عليها ..والأجمل حين أرضخ أنا لكم ..و أنفذ قراركم ..وأمكم ستكون سعيدة لأنكم صرتم شريكاً حقيقياً في تسيير أمور البيت ..!
قالت ابنتي بغداد : منسف ؛ بدنا منسف ..دزّتها ابنتي جيفارا بيدها وقالت لها : لا..بدنا مقلوبة ..قام وطن وقال بحدّة عجيبة : انا ما رح اتغدّى إلا مسخن ..ولكن غاندي قاطعه وقال له بحسم : مش على كيفك ؛ بدنا ملوخيّة ..! وأرجو ملاحظة استخدام كلمة (بدنا) مش كلمة (بدّي ) .. وقامت قيامة التصايح على بعضهم ..و هناك من استخدم الصوت العالي و استخدم دفشة برجله أو وخزة بيده اتجاه الآخر ..! و أكثر كلمة كانت تستخدم بينهم : مش على كيفك ..!
حاولت تهدئتهم ..وبروح ديمقراطيّة : يا أولادي ..يا حبايبي ..يا قلبي إنت وهو ..لم يستمع إليّ أحد ..! فاستخدمت الأسلوب الأكثر ديمقراطية ..شلحتُ حزام بنطلوني ولوّحتُ به و قلت لهم بكل ديمقراطيّة : بدّي ألعن ….غدانا اليوم خبز حاف ..آه شو رأيكم ؟؟ قالوا بكل حرية رعب: ما أزكاه ..من زمان نفسنا بهيك طبخة ..! وصفّقوا لي طويلاً حتى عاد الحزام إلى البنطلون ..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى