.كراسة العمر…

[review]
 

الاثنين 21-3-2011

 

 

مقالات ذات صلة

 

…صباحك أنتِ..فلا أجمل من صباحك

في 21 آذار..يتساوى العمر والمشوار، وتنبت على أكفّ تعبك ألف قبلة اعتذار، يا فيء أوجاعنا، وقنوت صلاتنا، يا ألف الدنيا وياءها،لا زلنا كما تذكرينا هناك في الغرفة الشرقية.. لا زلنا ملهيين «بالكراكيش»، نمسك هذه ونترك تلك، نملّ هذه ونشتاق تلك..وعندما ندرك انا ابتعدنا عنك خطوتين..يلفنا الضياع من كل الاتجاهات.

صدقيني يا امي نحن لم نكبر بعد.. لكن العمر تقدّم فقط..ما زلنا نركض خلفك عندما نجوع، ونشتاق لوجهك اذا ما أطلتِ الركوع، ومع كل محنة أو امتحان، نطلب منك ان تفتحي مصحف يديك لنقرأ النجاة…

في 21- آذار.. نَحنّ لكرسيّك الخشبي الصغير، لثوبك الأسود المثقوب، لمعجن الخبز المقلوب..»لطبّاخ» القهوة المتقاعد، للبنّورة المركونة في النملية منذ عقود، «للسخّانة» الثلاثينية، لأمشاط الخشب ماركة «الفيل»، لحبل غسيلك الممتدّ كحنين مغترب،لأطقم الفناجين التي هي من عمري، لطريقتك في «قطف» ورقة الروزنامة،لمطحنة البن، لماكينة الخياطة «سنجر»، لأشيائك التي لا تتغيّر مهما تغيّرت الدنيا، لــ»ليرة» الأحفاد التي تمنحيها لكل بار أو متمرّد، «للمطاطة الملفوفة» على مخزونك النقدي من «العشرينات»، لمسبحتك التي لم اجد شبيهتها..لطريقتك في الصلاة، لوشوشاتك للإله..لوجهك المسكون فينا…لطفولتنا المحفوظة في كتاب عمرك كالورد المجفف..

يبدأ يومي..حسب التوقيت «ألأمومي» فقط، فصباحي يبدأ من صباحك أنتِ….وتمام ساعتي الآن: أنتِ وأنتِ.. بيتك حديقتي : من وسادتك تزهر الأحلام برائحة الأمومة، ومن أدويتك الروتينية..»سكري،ضغط،ببتازول، لوبيد، اسبرين» تزرعين ما تبقى من عمرك وأعمارنا «بذور شفاء» وسنابل أمل وحياة..وفي يديك تهزّين لنا جذع الرضا فيتساقط الرزق علينا رطبا جنياً..

أمي يا كراسة العمر والأيام.. كالكتب السماوية ما زلت أقبّلك قبل ان أنام..فلولا ظل عينيك..ما انحنى لي حرف ولا استقام..

إهداء إلى أمي، والى أمهات شهداء الثورات المجيدة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى