.”التسوّل” اللا ارداي

[review]الاحد 5-9-2010

قبل ايام عَرض أحد المحسنين على متسولة تقف أمام مسجد في حي رمزي بالزرقاء راتباً شهرياً مقداره (180) ديناراً مدى الحياة مقابل ان تستقيل من مهنة التسوّل، فرفضت وفضّلت التسوّل.

**

وفي الكويت ألقت المباحث العامة القبض على عجوز تتسوّل أمام احد المراكز التجارية وعند التحقيق معها ، اكتشفوا ان العجوز «مليونيرية» وتمتلك عدة عقارات في العاصمة..

مقالات ذات صلة

**

متسولة ، وقبل توجهها الى المسجد قبيل صلاة التراويح ، شاهدتها وهي تفتح «علكة اكسترا أم 75»قرشا، بينما أنا الرجل الطويل العريض الموظف بوظيفية «ميري»، أشتري «علكة سهام» أو «علكة سُليمى» إن لزم الأمر !!..

**

الأسبوع الماضي وأثناء أذان المغرب طرق بابي طفل يطلب المساعدة ،ثم عاد وطرق الباب بعد دقائق قليلة يطلب ماء بارداً لأهله «الصيّام»..بعد الإفطار، فعلاً وجدتهم يفترشون الرصيف منهين طعامهم ، اقتربت منهم اكثر ؛ سيدة ورجل «مشلول» مغطى بحرام خفيف يجلس على كرسي متحرك ، وطفل وطفلة لا تتجاوز أعمارهما العاشرة ، يلمان صحونهم في حقيبة قماش .

سألتهم ..اين تسكنون ؟ ما هو وضعكم المادي؟ ..هل هناك جهة حكومية تمنحكم راتباً شهريا؟..قالت السيدة..هذا الرجل أخي ..وهؤلاء أطفاله وجميعنا نسكن في غرفة واحدة ..تصرف لنا التنمية الاجتماعية (100) دينار..لكن (شو الــ100 ليرة بدهن يسوّن )!!!..

وكلما همّ أخوها بالكلام كانت تقاطعه وتقول لي : «دشّرك منه لسانه ثقيل ما بفهّمش»..لكن ، اخيراً كسر الرجل حاجز صمته وتكلّم بصوت متقّطع من تحت لحية وشارب كثيفين قائلا: «يع..ني..بدك..تع ..طي..نا..راتب»؟..فاعتذرت له: ليش أنا وجه رواتب يا حجي؟..ثم أعطيت أخته «اللي فيه النصيب» موضحاً ان المبلغ لكليهما ..فرمقني بنظرة تأنيب قائلاً :» هي لحّ..ال/ وأنا..لحّ…ال»..

تخيلوا هي من تدفع عربته بالطرقات، وتحضّر طعامه، و تحافظ على أولاده، ويسكنون جميعاً في نفس الغرفة ..وبالآخر يريد الحساب» هي لحّال وأنا لحّال»..معتبراً انه هو «سبب الرزقة» أما هي فمجرّد شريك مضارب…

**

أن النماذج المذكورة أعلاه لا يمكن ان تكون الوجه الحقيقي للفقر والعوز، هؤلاء مجرد مبتلين بمرض»التسوّل» اللا إرادي..مع كل طلعة شمس ينشرون مسكنتهم – المبللة بماء الوجه – على حبال التذلل…

ahmedalzoubi@hotmail.com

احمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى