#الإبادات الأنسانية و #الاستنكار الأمريكي
م. محمود”محمد خير” عبيد
طالعنا الرئيس الأمريكي جو #بايدن قبل شهر باعترافه بأن مذبحة الأرمن التي ارتكبت على يد الإمبراطورية العثمانية كانت “إبادة جماعية”. ما نود ان نوضحه للرئيس بايدن انه في نظر الأديان و الرسالات السماوية اي قتل لروح بشرية هو خطيئة لا تغتفر بغض النظر عن دين او عرق او طائفة الضحية, و هنا اذا ما سمح لنا الرئيس بايدن ان نطرح عليه بعض التساؤلات و هو من رفع شعار حقوق الأنسان في حملته الأنتخابية اين هو من ابادة الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية, اين هو من ابادة الشعب الياباني خلال الحرب العالمية الثانية, اين هو من ابادة الشعب الفلسطيني و تهجيره على مدى سبعة عقود و نيف, اين استنكاره لأبادة الشعب العراقي على مدى ثلاثة عقود من الزمن و هم من اثبتت تقاريرهم ان اسباب الحرب و الأبادة جميعها كانت مفبركة و كاذبة, اين سيادته من الأبادة الجماعية و التهجير الذي طال الشركس و القوقاز على يد روسيا القيصرية. سيدي الرئيس يؤسفنا القول ان استنكاركم يحمل في طياته ابعاد سياسية, عرقية, طائفية لا تقل شأنا” عن اسباب الأبادة الأنسانية ان استنكاركم و اعترافكم بالأبادة ليس انتصارا” للأنسانية و الحق و لكن لحقدكم الدفين على طائفة و عقيدة و دين و عرق فاذا ما ودتم حقا” ان تظهروا بدور المدافعين عن الأنسانية و حقوقها و اذا ما كنتم بحق عادلين في استنكاركم لجرائم الأبادة التي ارتكبت بحق الأنسانية لكان من الأجدر بسيادتكم ان تنظروا بالمرأة للأبادات التي قامت بها دولتكم العظمى بحق البشرية بشكل مباشر او غير مباشر من خلال تزويد العصابات العرقية بالأسلحة لأبادة الشعوب فدولتكم قامت على دماء الهنود الحمر الذين ابادهم من اسس دولتكم, دولتكم ابادت ما يقارب من نصف مليون ياباني فيهيروشيما و ناكازاكي و ابادت مليون و ثلاثماية الف فيتنامي في حرب فيتنام و ما يقارب من مليونين عراقي مدني و عسكري في حرب الأبادة على العراق. اين انتم سيادتكم ممن يبيد شعبه لأنه صدح باعلى صوته ان زمن الديكتاتورية قد ولى و حان وقت الديمقراطية فكانت دولتكم الحامية لديكتاتوريين العالم حفاظا” على مصالحكم و زودتموهم بالأسلحة و العداد ليبيدوا شعوبهم و وقفتم تنظرون من بعيد و تصدرون التصريح تلو التصريح تستنكلرون و تشجبون و انتم في الباطن من تدعموا ممالك الديكتاتورية في العالم. يؤسفنا القول سيدي الرئيس ان رداء العفة قد سقط عن دولتكم منذ زمن بعيد و ان العالم الذي كنتم تعتقدون انه عالم جاهل لا يفقه و لا يعلم يأخذ بالشعارات الرنانة اصبح قادرا” ان يعلمكم و يعلم دولكم الفكر و الثقافة و العلم لأن من ارضهم ارتقت الثقافة و الفكر و العلم في وقت لم تكن دولتكم الفتية قد اؤسست و دول اخرى كان ما زالت تيبح في ظلام الجهل. مشكلتكم مع شعوبنا مشكلة حضارية, ثقافية, فكرية. فمهما تطرتم تكنولوجيا” فعقدة النقص سوف تبقى ملازمة لسياساتكم فالموضوع ليس موضوع طائفي او عقائدي انما حقد حضاري تودون ان تمحوا تاريخنا و حضارتنا و ثقافتنا و لكن مهما حاولتم فلن تنجحوا في ذلك ستبقة حضارة العالم المتقدم منذ فجر التاريخ شوكة في حلوقكم و ستبقوا تكيلوا بمكيالين و لكن مكيالكم لن يغير من حقيقة طغيانكم و حقدكم و ظلمكم و ضعفكم امام حقيقة انكم حضارة مصطنعة و لن ينطلي علينا استنكاركم و شجبكم و ايديكم ملطخة بدماء شعوب العالم و في رقبتكم ارواح الملايين من البشر الذين ابيدوا باسلحتكم و بدعمكم. كنا نتمنى ان تستنكر ما فعلته روسيا القيصرية بالشركس و القوقاز و الأبادة التي حصلت في البوسنة و الهرسك و ما قامت به قواتكم في اليابان و فيتنام و ما تقوم به العصابات الصهيونية في فلسطين و لكن يؤسفني اعلامكم سيدي الرئيس ان فاقد الشيء لا يعطيه و استنكاركم و شجبكم لا يمثل شيئا” بالنسبة للأنسانية قد يمثل ثقل سياسي للبعض و لكن شجبكم لن يعيد الأرواح البريئة التي ازهقت و لكن ما قمتم به هو من اجل اشعال فتيل الفتنة و الحقد. مع تقديري و احترامي لشخصكم الكريم و لكن حان الوقت و انتم في عقدكم الثامن ان تقوموا بعمل انساني يسجله لكم التاريخ بعيدا” عن زرع بذور الفتنة و الحقد و الكراهية و دعم القتلة و ديكتاتوريين السلطة.
فحضارتنا و ثقافتنا و فكرنا و ديننا يتطلع الى الأنسان بتجرد و بحقه في العيش الكريم الأمن بعيدا” عن اي نظرة عرقية, طائفية, عقائدية. و نحن كنا و ما زلنا و سنبقى اعداء تجار الدم و الحروب و الأبادات و القتلة بغض النظر عن اصولهم و عقيدتهم و طائفتهم و عرقهم