الأيدي الخفية

الأيدي الخفية
م. عبد الكريم أبو زنيمة

منذ زمن وهناك أيادٍ خفيّة تعبث بأمن واستقرار الوطن، فلا يعقل أن لا تتم أيّة مراجعة للسياسات الحكوميّة المتعاقبة وجميعها راكمت كم إضافي من الفشل لما سبقه بالرغم من كل النداءات والتحذيرات التي جاءت من بيوت أهل الخبرة والاختصاص في المجالات كافة، هذه الأيدي وبعد تيقنها من ورود البلاد إلى الإفلاس العام والاقتصادي بشكلٍ خاص، إذ يكبر ويتضخم يوميًا حجم الدين الخارجي والداخلي ويكبر معه حجم خدمة هذه الديون وبذات الوقت ينكمش ويتقلص حجم الإنتاج والناتج المحلي، مضافًا إليه المخاطر المباشرة التي نتجت وتنتج عن هذه السياسات “بطالة، جرائم، إفلاس الأفراد والجماعات، فقر ومجاعة…الخ”.
نحن على يقين أن ذات الأيدي هي التي تقف اليوم وراء تأزيم الأمن الاجتماعي ونثر بذور الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، فشرارة واحدة قد تحرق الوطن بأكملة بعد أن أوصلوا غالبية الشعب الأردني إلى مرحلة اليأس والإحباط ولم يعد لديهم ما يخسرونه!
هذه الأيدي الخفية هي من تنفذ اليوم الهجمة على نقابة المعلمين مستغلةً ومورطةً القوى الأمنية من أبنائنا، التي هي ليس بأفضل حال في ظروف معيشتها من المعلمين، لتنفيذ مآربها وأهدافها متذرعة ومتباكية على الدستور والقوانين الذي تشهره وتطأه حسب مقتضيات مصالحها، هذه الأيدي والقوى تدرك ما تشكله نقابة المعلمين الممثلة لأكبر شريحة مهنية وطنية ومدى تأثيرها على الشارع الأردني للوقوف والتصدي لأهدافهم وتوجهاتهم اللاوطنية بعدما أجهزوا على بقية النقابات ومؤسسات المجتمع المدني واخترقوها وبعثروا صفوفها من الداخل ولم يعد لها تأثير على الشارع الأردني، أما الأحزاب السياسية فغالبيتها لم يعد هناك من يتذكرها إلا عند رؤية شواهد قبورها “مقراتها” أو يتعثر ببيان لها.
“الأردن في خطر” لطالما سمعناها خلال عقودٍ من الزمن، لكنها كانت تحذير حق أُريد به باطل لتكميم الأفواه وقمع الحريات للانقضاض على القوى الوطنية وتصفيتها لإيصال الأردن إلى الخطر الحقيقي الذي نشهده ويتهدده اليوم عبر السياسات الممنهجة والمبرمجة التي عشناها وشاهدناها خلال الثلاثة عقود الماضية، أمام الخطر الحقيقي الذي يتهددنا اليوم أرضًا وشعبًا ونظامًا، علينا التصدي وكشف الأيدي الخفية التي تنسج خيوط شباك التآمر على وطننا،.علينا التفريق بين الدمى المتحركة على مسرح الأحداث وبين تلك الأيدي والوجوه المقنّعة التي تحركها.. على كل أردني وأردنية يؤمن بالوطن هوية وانتماء أن يلتف حول نقابة المعلمين وكل النقابات و
مؤسسات المجتمع المدني الوطنية ويدافع عنها .. من يريد أن يعيش بوطن حر كريم عزيز أبيّ، عليه أن يرفع من شأن ومكانة ومهابة المعلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى