الأيام المائة القادمة ستحدث فرقا في إرث ترامب بأكمله

#سواليف

#الأيام_المائة_القادمة ستحدث فرقاً كبيراً ليس فقط في #ولاية_الرئيس دونالد #ترامب الثانية، بل وربما في إرثه التاريخي بأكمله.

#ديفيد_ماركوس – فوكس نيوز

إن الأمر الأساسي الذي يجب فهمه بشأن أول 100 يوم من ولاية الرئيس دونالد ترامب في منصبه، والتي كانت حافلة بالأحداث، هو أن قاعدته الشعبية، التي تقدر بنحو 40% من الشعب الذي يحبه، ليست مبتهجة فحسب، بل إنها تهتف له أكثر، كما لو كانوا بيلي آيدول.

وفي الوقت نفسه، ترى فئة مماثلة من #الأمريكيين الذين يكرهون ترامب في ولايته الثانية تهديداً للديمقراطية لا مثيل له في التاريخ. وما بين أيدينا هنا، أيها الناس، هو اختبار رورشاخ التقليدي؛ فمشاعر الأمريكيين تجاه ترامب اليوم تخبرنا عنهم أكثر مما تخبرنا عن سياساته، التي لم تحقق في معظمها أهدافها المرجوة.

لقد دخل ترامب منصبه بثقة عالية، إذ أظهرت استطلاعات الرأي نسبة تأييد بلغت 50% أو تقاربها، وفي أول 30 يوماً من ولايته أبقى تركيزه الشديد على القضايا السهلة، التي تمثل 80% من الأصوات. فعلى سبيل المثال، كان إغلاق الحدود الجنوبية، وهو أمر وصفته إدارة بايدن بالمستحيل، معجزة، حيث انخفضت التفاعلات اليومية في بعض الحالات من عشرات الآلاف إلى العشرات. ومن المرجح ألا يحلّ رئيس قادم مشكلةً كبيرة تواجه الشعب الأمريكي بهذه السرعة.

وكان أداء ترامب في القضايا الثقافية جيداً؛ فالأمريكيون لا يريدون أن يشارك الرجال في الرياضات النسائية، ويعتقدون أن التنوع والمساواة والشمول (DEI) قد تجاوز الحد. وهاجم ترامب كلا السياستين اليساريتين.

وبالرغم من أن الأمور بدت جيدة، إلا أنه كان من المحتم أنه مع تحول ثلوج مارس إلى أمطار أبريل، سيضطر ترامب إلى معالجة قضايا أكثر صعوبة ولا يوجد إجماع كبير عليها. وأكبر هذه القضايا هي سياسات ترامب الجمركية، التي طُرحت في 2 أبريل، أو كما أسمته الإدارة “يوم التحرير”. وقد أدت الرسوم الجمركية المتقطعة والمفاوضات المحمومة إلى تذبذب مؤشرات أسواق الأسهم الرئيسية، وكانت التغطية الإعلامية سلبية على نطاق واسع.

أما فيما يتعلق بالهجرة فقد كان إغلاق الحدود ضربة موجعة، لكن بعض الناخبين، حتى أولئك الذين أيدوا ترامب، قلقون من أن عمليات الترحيل تتم بسرعة كبيرة، ودون إجراءات قانونية كافية. وببساطة، يبدو أن الجميع متفقون على ضرورة منع دخول المهاجرين غير الشرعيين، لكن ما يجب فعله بعد وصولهم هو سؤال مهم أيضاً.

بالنسبة للسياسة الخارجية، كان نهج ترامب تجاه أوكرانيا مُدللاً لروسيا بالنسبة للعديد من منتقديه، ومتسامحاً مع إسرائيل بالنسبة لآخرين. وهذه أيضاً مجالات تتطلب بعض الإقناع من ترامب. وهنا نصل إلى جوهر السبب الذي يجعل المئة يوم القادمة تُحدد نجاح أو فشل ليس فقط ولاية ترامب الثانية، بل على الأرجح إرثه التاريخي بأكمله.

من أصعب المواقف التي قد يواجهها السياسي هو عندما يعتقد حقاً أن هدفاً شائعاً جداً لا يمكن تحقيقه إلا بوسائل أقل شعبية، وهذا بالضبط ما نراه في أصعب قضايا ترامب الثلاث.

يتمنى جميع الأمريكيين تقريبا أن تزدهر مدننا الصناعية الصغيرة مجدداً، لكن الرسوم الجمركية وسيلة مخيفة لتحقيق ذلك.

كما يتمنى جميع الأمريكيين تقريباً التخلص من أسوأ المجرمين بين صفوف المهاجرين غير الشرعيين، ولكن ماذا لو رفض قاض فيدرالي ذلك؟

ويكاد الجميع يرغب في السلام في أوكرانيا، لكن قطع المساعدات وتدليل روسيا أمر غير مقبول.

خلال المئة يوم القادمة، ستبلغ هذه المشاكل الثلاث في خاصرة ترامب ذروتها، مع فرض رسوم جمركية أو اتفاقيات تجارية، وبدء عمليات الترحيل الجماعي بأقصى سرعة، ووجود إجابة واضحة على سؤال ما إذا كان ترامب قادرا على إحلال السلام في أوكرانيا أم لا.

إن طموح وحماسة إدارة ترامب في المئة يوم الأولى لا مثيل لهما في الذاكرة الحية، ومع وجود حكومة غير تقليدية تضم شخصيات مثيرة للجدل مثل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل ووزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت كينيدي الابن، فإن نسبة تأييد ترامب البالغة 45% في متوسط ​​استطلاعات الرأي لموقع “ريل كلير بوليتيكس” جيدة جداً.

هناك من داخل #الحزب_الجمهوري من يشعرون بقلق معقول بشأن انتخابات التجديد النصفي في العام المقبل، والذين يرغبون في رؤية ترامب يبطئ من سياساته أو يعتدل فيها، ولكن أصواتهم من المرجح أن تقع على آذان صماء.

في الحقيقة ترامب ليس في مزاج للتراجع، ومؤيدوه الأساسيون، أبناء الطبقة العاملة الذين جعلوه الوجه الجديد للحزب الجمهوري، في غاية السعادة، ويشعرون بأن رئيسهم يمثلهم أكثر.

وستحكي الأيام المئة القادمة قصة عهد ترامب، ولكن سواء فاز أو خسر أو تعادل، هناك أمر واحد مؤكد تقريبا: سيخرج ترامب كما دخل، يقاتل.

المصدر
فوكس نيوز
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى