الأونروا= اللاجئون
استهداف الاونروا من واشنطن يعني انها تريد فرض امر واقع يتعلق بتصفية ملف حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وهذا يشكل مساسا بأمننا الوطني، فالاونروا تعني اللاجئين، وهو ملف يجب تركه لمرحلة الحل النهائي وعدم المساس به.
الاميركان يعرضون على الاردن تقديم دعم مالي يساوي ما كان يدفع للاونروا، مقابل التخلي عن الاونروا، وتصفية وجودها، هنا قام الاردن بالرفض، فهو يدرك ان قصة الاونروا ليست اموالاً بقدر انها حق فلسطيني متداخل مع مصالحنا الوطنية.
يريد كوشنير، بدافع انحيازه لإسرائيل، انهاء عمل الاونروا، والقضاء على رمزيتها العميقة التي تشير لقضية شعب تعرض لتهجير من ارضه ووطنه.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “اونروا”، تابعة للامم المتحدة، وهي من مفردات ومنتجات القرار الاممي القاضي بالاعتراف بالحق الفلسطيني ومأساته ولجوئه.
من هنا تريد حكومة نتنياهو دفع واشنطن للقضاء على هذا الرمزية، من خلال وقف تمويلها (40% من الموازنة)، بالتالي وقف نشاطها وتصفيتها، ثم الحديث عن شكل آخر اقل رمزية واكثر اقتصادية.
الاردن يدرك المشكلة بتمعن وهدوء، يفهمها نوعاً وكماً، نعرف ان لدينا 122 الف طالب في مدارس وكالة الغوث، و7000 موظف، لكنه يقدم المسألة الوطنية على القصة المالية والانسانية.
سيأتي عباس اليوم الى عمان ويلتقي الملك، واعتقد ان الاونروا ستكون واحدة من المواضيع المبحوثة بين الزعيمين، وأرى ان الموقف السياسي من رفض استهداف الاونروا لا يكفي.
بل لابد من حلول تقوم على توفير مصادر تمويل جديدة للاونروا، تبقيها على قيد التنفس والرمزية، فإلى جانب الضغط على واشنطن، يجب اقناع الاشقاء الاثرياء من العرب بضرورة ايلاء الموضوع اهمية قصوى.
الاونروا تساوي اردنيا قضية اللاجئين، وهي قضية مرتبطة بأمننا الوطني ومصالحنا الاستراتيجية، لذلك علينا ان نرفض تصفيتها، ولا نقبل البديل المالي عنها، فرمزيتها اهم واغلى وادعى ان نقاتل لأجلها.