قال المرصد #الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن #الجيش_الإسرائيلي يوظف أساليب جديدة ومثيرة للقلق، تهدف إلى ممارسة الترهيب النفسي واستدراج المدنيين لقنصهم في #مخيم_النصيرات للاجئين وسط قطاع #غزة، في إطار #جريمة_الإبادة_الجماعية المستمرة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
ووثق المرصد الأورومتوسطي شهادات لسكان المخيم، أفادوا فيها سماعهم #أصوات #بكاء متكررة لأطفال رضع و #صراخ #نساء في وقت متأخر من ليلتي الأحد والإثنين، قبل أن يخرج بعضهم باحثين عن مصدر الصوت لتقديم المساعدة، ليتم قنصهم ويتبين لاحقًا أن ما سمعوه أصوات مسجلة تبثها #مسيرات ” #كوادكابتر ” إسرائيلية، لدفعهم إلى الخروج من منازلهم إلى الشوارع واستدراجهم لاستهدافهم بشكل مباشر بالقنص وإطلاق النار.
وأفادت الشهادات بأن هذا الأسلوب تضمن كذلك بث أصوات إطلاق نار واشتباكات مسلحة ودوي انفجارات فضلًا عن حركة آليات عسكرية، وفي أوقات أخرى بث أغاني باللغتين العبرية والعربية، بغرض #الترهيب_النفسي لدى المدنيين الذين يعيشون في #ظل_الظلام_الدامس ليلًا وصعوبة الاتصالات والتواصل مع العالم الخارجي.
وقال شاب من سكان المخيم (20 عامًا) -طلب عدم الكشف عن اسمه- لفريق الأورومتوسطي: “كنا جالسين ليلًا، فسمعنا أصوات فتيات ونساء يصرخن بعبارات مثل ’تعالوا اسعفوني أنا مصابة‘، خرجنا لنرى ماذا يحدث، لم نجد أي نساء، لكن طائرة كوادكابتر أطلقت النار علينا بشكل مباشر. فررت أنا إلى الداخل وأصيب شخصان أمامي إصابات خطيرة في الرأس مباشرة. لم نستطع إسعافهم ]بسبب استمرار إطلاق النار[، فاتصلنا بالإسعاف وجاء لنقلهم. هناك الكثير من السكان ممن يسمعون هذه الأصوات ويتجاوبون معها ]بقصد المساعدة[.”
وأفادت امرأة في الستينات من العمر بأنها سمعت أصوات رصاص كثيف تبع أصوات نساء يصرخن بأن أبناءهن مصابون ويطلبن المساعدة من السكان. وأضافت: “استمر هذا الصوت لنحو 10-15 دقيقة، لكن لم يخرج أحد منا في البيت لأنني عرفت بأن تلك تسجيلات تبثها الطائرات، ولأن الوقت كان متأخرًا جدًا”
وقال المرصد الأورومتوسطي إن هذا الترهيب النفسي تزامن مع هجمات عسكرية عنيفة ينفذها الجيش الإسرائيلي بالقصف المدفعي والجوي وإطلاق النار بالأسلحة الرشاشة من الطيران المروحي والدبابات والمسيرات من نوع كوادكابتر، على نحو عشوائي وبشكل مكثف ومستمر في مناطق متفرقة من مخيم النصيرات خلفت عشرات القتلى والإصابات بين المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وأكد الأوورمتوسطي أن الهجمات العسكرية العشوائية والمنهجية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم النصيرات شملت استهداف أي شخص بمجرد الحركة في الشارع أو النظر خارج النوافذ، وكذلك استهداف بعض السكان المدنيين لدى محاولتهم استكشاف ما يجرى في محيط المنازل ومراكز الإيواء أو محاولة التنقل بينها. وتتصاعد عمليات القصف وإطلاق النار على مدار ساعات الليل، وتستهدف على نحو مباشر ومتعمد مناطق سكنية مكتظة وأعيان مدنية، مثل المساجد والمدارس التي تأوي نازحين، فضلًا عن الاستهداف المتعمد للسكان المدنيين بغرض قتلهم وإصابتهم.
ويحذر المرصد الأورومتوسطي من خطورة الأساليب اللاأخلاقيةواللاإنسانية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، والآخذة بالتوسع يومًا بعد يوم، والتي تلحق بهم أضرارًا نفسية وجسدية شديدة، في ظل استمرار جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وقال الأورومتوسطي إن عمليات القتل المتعمدة وغير القانونية والإعدامات خارج نطاق القانون والقضاء، سواء بالتصفية المباشرة أو القنص وإطلاق النار التي ينفذها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين تنتهك حقهم في الحياة، وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وتعتبر من الانتهاكات الجسيمة وفقًا لاتفاقيات جنيف، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كجرائم قائمة بحد ذاتها، وتشكل ركنًا من أركان جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة للشهر السابع على التوالي.
كما شدد الأورومتوسطي على أن مهاجمة الجيش الإسرائيلي للمناطق السكنية والمباني العزلاء، وقصفها، وتعمد قواته توجيه هجمات عسكرية ضد المواقع المدنية وبناها التحتية، وإلحاق أضرار واسعة النطاق وطويلة الأجل بها، تعد جميعها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي، وتستدعي المساءلة والمحاسبة الدولية فورًا. وهو ما أكد عليه البيان الصادر أمس من قبل خبراء في الأمم المتحدة، الذين دعوا إلى مساءلة ومحاسبة إسرائيل وجميع الدول التي مكنتها من تنفيذ جرائمها التي أدت إلى تدمير قطاع غزة على نحو غير مسبوق، سواء من خلال إمدادها بالسلاح أو الدعم المادي أو السياسي، ومطالبتهم جميعا بدفع التعويضات عن كافة الأضرار التي تسببوا بوقوعها.