الأورومتوسطي .. إسرائيل صعدّت الإبادة الجماعية في غزة عقب الإفراج عن “عيدان ألكساندر”

#سواليف

قال #المرصد_الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ قوات #الاحتلال الإسرائيلي قتلت منذ الإفراج عن الجندي الأميركي-الإسرائيلي ” #عيدان_ألكساندر” في 12 أيار/مايو، ما معدله يوميًّا 81 فلسطينيًا بالقصف المباشر، و17 آخرين نتيجة #التجويع و #الحرمان من الرعاية الطبية والاحتياجات الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة.

وذكر المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي اليوم أنّ هذا التوسع في القتل يأتي ضمن تصعيد واسع من قوات الاحتلال الإسرائيلي واعتمادها سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل لما تبقّى من الأحياء والبنية التحتية في قطاع غزة، في إطار نهج مستمر منذ أكثر من 19 شهرًا يتّسم بالقتل الجماعي، والتجويع، والتدمير المنهجي لمقومات الحياة، بهدف إفناء المجتمع الفلسطيني في غزة ومحو أي إمكانية لعودته أو إعادة بنائه.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّه، خلال المدة من 12 أيار/مايو الجاري – تاريخ الإفراج عن الجندي الأميركي-الإسرائيلي “عيدان ألكساندر” وحتى ظهر اليوم 18 أيار/مايو، وثّق مقتل 564 فلسطينيًا بالقصف المباشر، و122 آخرين نتيجة التجويع المتعمّد والحرمان من العلاج، بمعدل يومي يبلغ 81 و17 قتيلًا على الترتيب، إلى جانب إصابة 1,386 مدنيًا، بمعدل يقارب 233 إصابة يوميًا.

ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر، خلال الفترة ذاتها، ما لا يقل عن عشرة أوامر بالتهجير القسري، تركزت معظمها في شمالي قطاع غزة، وغرب مدينة غزة، وشرق دير البلح والقرارة، ما أدى إلى نزوح نحو 300 ألف شخص قسرًا معظمهم من العائلات التي سبق أن نزحت مرات متكررة منذ بدء العدوان.

وأضاف أنّ هذه الأوامر صدرت دون توفير أي ممرات آمنة أو وجهات بديلة، في ظل انعدام المأوى، ونفاد مواد الإغاثة، ودمار مراكز الإيواء والمرافق الحيوية، واستمرار القصف العنيف على مناطق النزوح الجديدة والقديمة على حدّ سواء، ما حوّل عملية النزوح إلى أداة للموت البطيء، وليس للنجاة، ووسيلة لتفريغ المناطق، وتقويض الوجود السكاني الفلسطيني تمهيدًا لإزالته بالكامل.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنّ الأوضاع الإنسانية للنازحين قسرا باتت كارثية ومهينة، حيث يُجبر عشرات الآلاف من المدنيين، بينهم أطفال ونساء ومُسنّون ومرضى، على افتراش الأرض تحت الشمس الحارقة أو بين الأنقاض، دون مياه نظيفة، أو غذاء كافٍ، أو خدمات صحية، ما يعرّضهم لخطر الموت جوعًا أو مرضًا أو تحت القصف.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أنّه، على الرغم من الآمال التي رافقت الإفراج عن الجندي الأميركي-الإسرائيلي “عيدان ألكساندر” بشأن التمهيد لوقفٍ إطلاق النار وفتحٍ فعليٍّ للممرّات الإنسانية—فإنّ الواقع جاء معاكسًا؛ إذ تزايدت وتيرة القتل، ولم يُسمح بدخول أي مساعدات، وسط صمت دولي، وتصريحاتٍ أميركيةٍ غير مترجَمة إلى أفعال، بينما يسجَّل يوميًّا موتُ مُسنّين ومرضى بسبب الجوع بعد 78 يومًا من الإغلاق التام للمعابر.

وحذّر من أنّ الحصار والإغلاق التام للمعابر، المفروض منذ 2 آذار/مارس الماضي، يخلّف آثارًا مدمّرة وطويلة الأمد، تطال بالدرجة الأولى الفئات الأكثر هشاشة في قطاع غزة، في سياق سياسة إسرائيلية منهجية تهدف إلى تدمير مقومات الحياة والقضاء على أي بدائل ممكنة للبقاء، مؤكدا أنّ هذا الحصار لم يعد مجرّد عامل يُفاقم الكارثة الإنسانية كما كان الحال قبل أكتوبر/تشرين الأول 2023، بل تحوّل إلى أداة استراتيجية تُستخدم فعليًا في تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية.

ونبّه المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ مئات الغارات الجوية خلال الأيام الماضية، وبدء التوغّل شمالي قطاع غزة وجنوبه، في إطار ما يسمّيه التحضير لعملية “عربات جدعون”، يُمثّل إعلانًا صريحًا بتنفيذ هجوم واسع النطاق يهدد حياة مئات آلاف الفلسطينيين، سواء بالقتل المباشر أو بالتجويع، لافتًا إلى أنّ المدنيين الذين يُقتلون حاليًا في غزة يُقتلون وهم جياع، بعدما باتت معظم العائلات تعيش على وجبة خفيفة واحدة فقط كل يوم أو يومين، في مشهد يُجسّد الاستخدام المنهجي للجوع كسلاح إبادة جماعية.

وعبر المرصد الأورومتوسطي عن استنكاره الشديد لتصريحات المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، “ستيف ويتكوف”، التي قال فيها اليوم إنّ بلاده “لا تريد الوصول إلى أزمة إنسانية في غزة”، وإنها تسعى إلى وضع ترتيبات لإدخال المساعدات.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أنّ هذه التصريحات تُنكِر واقعًا ماثلًا للعيان، إذ لم تعد الحالة في قطاع غزة أزمة إنسانية بالمعنى التقليدي، بل تحوّلت إلى كارثة مركّبة وإبادة جماعية منظّمة، تُنفّذ بأدوات إسرائيلية وبغطاء سياسي وعسكري أميركي كامل، في مرحلة مفصلية تُسجَّل كوصمة عار في التاريخ المعاصر.

وذكّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بأنّ وقف جريمة الإبادة الجماعية بكافة أفعالها، بما في ذلك إنهاء التجويع، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، ووضع حدّ للانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين الفلسطينيين، هي التزامات قانونية مطلقة لا يجوز إخضاعها لأي مفاوضات أو ترتيبات سياسية أو أمنية.

وشدد على أنّ الحقوق الأساسية للسكان المدنيين في غزة، وعلى رأسها الحق في الحياة والغذاء والكرامة، لا تُمنح بشروط، ولا تُقايَض بمسارات تفاوضية أو اعتبارات سياسية، بل يجب احترامها وصونها فورًا ودون قيد، التزامًا بالقواعد الآمرة في القانون الدولي، وبالواجبات المطلقة المنبثقة عن القانون الدولي الإنساني، والمبادئ الأساسية للعدالة الدولية.

وطالب المرصد الأورومتوسطي جميع الدول، منفردة ومجتمعة، بتحمل مسؤولياتها القانونية والتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة بأفعالها كافة، واتخاذ جميع التدابير الفعلية لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك، وضمان امتثال إسرائيل لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، وضمان مساءلتها ومحاسبتها على جرائمها ضد الفلسطينيين، داعيًا أيضا إلى تنفيذ أوامر القبض التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع السابق في أول فرصة وتسليمهم إلى العدالة الدولية، ودون إخلال بمبدأ عدم الحصانة أمام الجرائم الدولية.

ودعا المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل بسبب انتهاكها المنهجي والخطير للقانون الدولي، بما يشمل حظر تصدير الأسلحة إليها أو المنتجات ذات الاستخدام المزدوج، أو شرائها منها، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها، وتجميد الأصول المالية للمسؤولين المتورطين في الجرائم ضد الفلسطينيين، وفرض حظر السفر عليهم، إلى جانب تعليق الامتيازات التجارية والاتفاقيات الثنائية التي تمنح إسرائيل مزايا اقتصادية تمكنها من الاستمرار في ارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين.

وحث المرصد الأورومتوسطي الدول التي تملك قوانين للولاية القضائية العالمية على إصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين المتورطين في جريمة الإبادة الجماعية، والمباشرة في إجراءات محاكمتهم، التزامًا بمسؤولياتها القانونية الدولية في المعاقبة على الجرائم والانتهاكات ومكافحة الإفلات من العقاب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى