الأم مدرسةٌ لكن ليست عن بعد!!

الأم مدرسةٌ لكن ليست عن بعد!!
د. ذوقان عبيدات

في الحروب والكوارث الطبيعية تكون غالبية الضحايا من النساء والأطفال، فهل كانت كذلك في كورونا؟
وهل تحول دور المرأة الأم من مدرسة مباشرة إلى مدرسة عن بعد؟
في استطلاع بسيط وساذج أمس، استنكر كثيرات أن تكون الأم
هشّةً كالتعليم عن بعد!
تقول فاديا مقداد لن أكون مدرسةً عن بعد! وكذلك المهندسة رحاب الصرايرة!
وكثيرون أيضا قالوا إن الأم قد تبرمجت لتكون عابرة للأزمات! فسواء
قبل الأزمات أو في أثنائها أو بعدها!!
على الرغم من الضغوط التي تحدثها الأزمة من تداخلات منزلية ومن الفتاوى التي لا تجيز الطلاق، ومن تطبيق نظام التغذية الرمضانية بكل ثقلها على المرأة، وزحمة المنزل وازدحامه بالمستهلكين، فما زالت الأم تقوم بدورها كمدْرَسة لا كمُدَرِّسة فحسب! فهي الآذنة والمعلمة والمناوبة والمرشدة النفسية والمديرة بل وسائقة باص المدرسة! هذا كله مفهوم! لكن لماذا رفض الجميع: ذكوراً وإناثاً أن تكون الأم مدرسةً عن بعد؟
ولماذا تتدنى سمعة هذا التعليم!؟
هل كان ذلك ناتجاً عن مستوى التعليم عن بعد أم عدم جاهزية ثقافة هذا التعليم؟ أم عن سوء تسويقه!!؟
قالت وزارة التربية إن العملية التعليمية مستمرة ولن تتوقف، وبذلت جهوداً تفاوتت في تأثيرها! وقالت الجامعات إنها أمرت الهيئات التدريسية بالتعليم عن بعد،! والكل يعرف أن الهيئات التدريسية أكثر استعلاء من التخلي عن محاضرة مملة فاعلة في تنويم الطلبة !!!
وسؤالي: إذا كانت العملية التعليمية مستمرة وهي ليست كذلك، فلماذا الارتباك في اتخاذ قرارات بشأن الامتحانات ومصير الفصل الدراسي!؟؟؟
هل أدركنا الآن لماذا رفضت الأمهات فكرة أن يكن مدرسة عن بعد؟
قال أحد الزملاء وقد رفض ذكر اسمه إن الأم
تمتلك سحر تكنولوجيا المرأة، ولذلك لن تهزها الأزمات حتى لو ضاعفت أعباءها! وحدها الأم التي لم نقل لها : خليكِ في البيت!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى