الأمومة المجنونة / نداء أبو الرُّب

الأمومة المجنونة

ستجدين نفسك دون علمٍ تسيرين مع التيار في لحظة غياب وعي منكِ، وتستمعين بإنصات لنصائح جداتك إليكِ، فتسابقين الزمن لتصنعي عائلة عمادها الأطفال، في وقت قياسي لتتحملي عبئاً لا تتحمله الجبال، انطلاقاً من كلام بعض الخبيرات من حولك، أن تنجبي صغارك بسرعة قبل أن تشيخي وتندبي حظك!

أنتِ أمّاً مجنونة إن لم تمنحي نفسك راحة لسنوات، ما بين كل طفل وآخر لتلتفتي إلى روحك قليلاً وتغرقي في الويلات، تحرمين صحتك من الاهتمام، في سبيل أن تنجبيهم وراء بعضهم البعض ليصفق الكبار لك باحترام، كلهم سيثنون على استعجالك في بناء أسرة،فما من أحدٍ منهم سيحمل عنك عبء تربيتهم ولو لمرة! تنسين في لحظة جهل أنَّ لبدنك عليكِ حقا، وتطالبين الكل بعدها بالاحساس بك وإظهار بعض الشفقة..!

إن كان قرارك في إنجاب الكثير من الأطفال نابعاً عن قناعة وإدراك وإصرار، فلا تندمي بعدها وكوني على قدر المسؤولية في تحمل تبعات ذلك القرار، لا تطلبي من الكل أن يتعاون معك، ويتفهم وضعك ويحنو عليكِ، وحدك من يجب أن تقوم بكل شيء دون تقصير، دون بكاء أو عويل أو تبرير، فالأمومة المجنونة تصبح إيجابية لو كانت الأم ممن يمتلكن روح المغامرة والتحدي في إنشاء عائلة بسرعة، ممن يجدن فعلاً في تربية أطفالهن والعناية بهم لذة ومتعة، كوني أماً مجنونة مثلما تحبين ولكن لا تجبري أحداً على استيعاب جنونك والتأقلم مع إزعاج صغارك، ولا تثرثري كثيراً وتكلِّفيهم رغماً عنهم نتاج أفعالك…!

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى