#الأمن_الغذائي يضع #الأنظمة_العربية ما بين المطرقة والسندان
أحمد الزغول
مما لا شك فيه أن الحرب الروسية-الاوكرانية التي أندلعت قبل أسابيع قليلة، وقبلها التحديات الكبيرة التي فرضتها جائحة كورونا، كانت عوامل رئيسية في تعرية وتوضيح العجز في الأنظمة الاقتصادية العربية، والأمن الغذائي على وجه التحديد، وكذلك سلاسل الإمداد لما لها من دور محوري في ملف الأمن الغذائي، إذ ولدّ سبات هذه الأنظمة والطريقة التي تُدار بها الموارد الاقتصادية والجغرافية، فجوة مخزية في هذه الأنظمة الأقتصادية، وعجز واضح في تحقيق الأمن الغذائي للشعوب العربية التي باتت كما لا وجود لها -الا تحقيقًا للتوازن في النظام البيئي العالمي-، حيث يعكس التباين بين الطبيعة الديمغرافية (خصوبة الأراضي الزراعية، وتوافر الموارد البشرية والرقعة البحرية الموزعة على جغرافية الوطن العربي، والموانئ الاستراتيجية والواقع المُبكي، تسؤلات عن الثروات العربية، وعن كيفية الأستفادة من الرقعة البحرية الاستراتيجية الموزعة على جغرافية هذه الدول تحديداً، مثل الموانئ، والمجالات البحرية، إذ تعري هذه الأزمات كل الأكاذيب التي لقنونا اياها في المهد عن قوة الدول العربية الخارقة المستمدة من قصص الأفلام الأمريكية، ويكأن الله لم يخلق عرقًا مقداماً شرساً، قادراً على تحدي الأزمات، سوى العرب.
علاوةً على ذلك، ومن خلال التعمق لوهلة في ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻷﻏﺬﻳﺔ واﻟﺰراﻋﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ( اﻟﻔﺎو “) للأمن الغذائي “ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻐﺬاء ﻟﺠﻤﻴﻊ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﻜﻤﻴﺔ واﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺘﻴﻦ ﻟﻠﻮﻓﺎء ﺑﺎﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﺑﺼﻮرة ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻴﺎة ﺻﺤﻴﺔ وﻧﺸﻄﺔ” نلمس الأثر الفعلي لمفهوم الدولة العميقة، وأكذوبة الأخ الأكبر المستمدة من المدن الأوريلية، والتي كانت بمثابة التعويذة السحرية لجعل الشعوب العربية تغط في سبات التاريخ الرنان؛ هروبًا من شبح الواقع الذي أصبح أقرب الى الملح الذي يُرش على الجروح العربية النرجسية، حيث من الطبيعي حدوث مثل هذه الفجوات عندما يكون هنالك تخبط واضح في نهج إدارة منظومة الاقتصاد والأمن الغذائي.