الأضحى و الأقصى بين الشعوب و الحكام

بسم الله الرحمن الرحيم

#الأضحى و #الأقصى بين الشعوب و الحكام

ضيف الله قبيلات


ركب إبراهيم عليه السلام الخطر شابا ، ولم يأبه لركوب الخطر في سبيل الحق ، فبعد ان نصح اباه و قومه وملكهم الجبار النمرود بترك عبادة الأصنام و عبادة الله الواحد الأحد عصوه و اعتبروه من اللاعبين ، فضحى بعلاقته مع أبيه الذي قال له :” لئن لم تنتهِ لأرجمنّك واهجرني مَليّا” ، وضحى بعلاقته مع قومه بقوله :”لأكيدنّ أصنامكم”.

أخذ إبراهيم فأسه و ذهب إلى الصرح النمرودي الذي تتكدس فيه #الأصنام “فراغ عليهم ضربا باليمين فجعلهم جذاذا الإ كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون “.

قد يسأل البعض ما الفائدة من هذا العمل الذي سيجلب له المتاعب و الأخطار إذ سيعودوا في اليوم التالي فينحتوا لهم أصناما جديدة أكثر أشراقا و جمالا ؟! .

يرد عليهم البعض الآخر : أراد إبراهيم عليه السلام من تكسير الأصنام أن يكسر جدار الصمت و يقطع مسيرة الإسترسال مع الوضع الفاسد و يحقّر ما يعظمون ليحرك العقل الراكد الفاسد و يهز النفوس و الضمائر الغافيه لتصحو .

رأى الملك #النمرود و حاشيته أن هذا عملا إرهابيا قام به الفتى الذي يقال له إبراهيم ” قالوا حرّقوه ” ” قلنا يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم ” ذلك لأن سلسلة التضحيات قد بدأت للتو .

فهذه ” سارة ” الزوجة الصالحة ضحت هي الأخرى بهديتها ” الجارية هاجر ” فزوجتها راضية لإبراهيم طلبا للذرية فولدت له إسماعيل عليه السلام .

يأخذ إبراهيم زوجه هاجر و ولده إسماعيل إلى الحجاز و يتركهما هناك وحيدين في وادي غير ذي زرع و يمضي فتقول له هاجر :”آللهُ أمرك بهذا ؟!” ، قال : نعم ، قالت : إذا لن يضيعنا ، وهذه تضحية أخرى بالغة من إبراهيم عليه السلام بزوجة محبوبة مؤمنة صالحة و ولد جاء على فاقة و تضحية مقابلة من الزوجة مع الرضى بقضاء الله.

و تستمر التضحيات العظيمة لهذه الأسرة المؤمنة ، و يكبر إسماعيل ، فيرى إبراهيم في المنام أنه يذبحه ، و أن عليه انفاذ هذه الرؤيا لأن رؤيا الأنبياء وحي .

يعرض إبراهيم الأمر على ولده الحبيب إسماعيل، قال : “يا ابتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ” الله أكبر ، تضحيات أخرى بالنفس و الولد من أسرة مؤمنة صالحة ، لأنهم يعلمون أن كل هذا الذي يقدمونه إنما هو أصلا من عند الله و أنهم لم يأتوا بشيء من بيت أبيهم عليهم سلام الله.

يضحي إبراهيم بولده ، لكن الأمر الذي صدر إلى النار فعطلها صدر للسكين فعطلها ” و ناديناه أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين ” ، ” و فديناه بذبح عظيم “.

يقرر الله هنا و بقرآن يتلى أن إبراهيم كان من المحسنين أي أن أعماله حسنة و كان يحسنها أي يتقنها.

أما في نظر التحالف الأستعماري الدولي و حلف الصهينة العربي فإن هذه الأعمال التي قام بها إبراهيم عليه السلام هي أعمال إرهابية و تعتبر جرائم حرب ضد الأنسانية و اعتداء صارخ على حقوق المرأة و الطفل و الأنسان ، ولو أمسكوا به هو و الرجل الصالح صاحب موسى عليهما السلام لحبسوهما في غوانتنامو.

ذلك لأنهم يريدون أن تستمر الأمور كما رسموها خاضعة لحساب رأس المال و الماسونية اليهودية هم السادة و نحن العبيد ، نكدح و نشقى لكي تدوم لهم السلطة و رفاهية العيش مع سوء الأخلاق و نهب الأرزاق .

لقد كانت تضحيات هذه الأسرة المؤمنة الصالحة درسا لكل #المسلمين، يذكرنا بها دائما عيد #الأضحى ــ ذكرى التضحية و الفداء ــ بأن على كل أفراد الأسرة و المؤمنين عامة التحرك للتضحية في سبيل الله نصرة للدين و نصرة للحق و نصرة للمظلومين لتكون كلمة الله هي العليا في كل مناحي الحياة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى