الأرصاد النفسية

الأرصاد النفسية
سالم محادين

بينَ صيفٍ وشتاءٍ تحيا مشاعرُنا تقلباتٍ متعددةٍ، يرتبطُ التعاملُ معها باللحظاتِ التي تتمكنُ عبرَها الفصولُ من الولوجِ إلى دواخلَ تبدو أحيانًا مبتلاةً بعمقِ التفكيرِ، فينطلقُ السردُ الآنيُّ للحدثِ راسمًا نشرةَ تنبؤاتٍ فكريَّةٍ توثقُ الإحساسَ وتطلقُ بعضَ التحذيراتِ الخاصةِ لمواجهةِ الظرفِ الطارئ.
شتاءً لطالما أشارتْ دائرةُ الأرصادِ النفسيةِ لاحتمالِ هباتٍ قويةٍ من الياسمينِ تثيرُ الحنينَ في المناطق الشماليةِ للجسدِ حيثُ القلوبِ الدافئةِ، وأهابتْ أيضًا بالأحاسيسِ القاطنةِ في المناطقِ المرتفعةِ من ذاكرةِ الزمانِ بعدمِ الخروجِ من قوقعتها الا للضرورةِ القصوى وذلك نظرًا للبرودةِ الشديدةِ المنتشرةِ في طبقاتِ النفسِ البشريةِ مع التوقعاتِ التي تشيرُ إلى غزارةٍ في المشاعرِ وتراكماتٍ في الأفكارِ ستكونُ مُعيقةً لمظاهرِ الهُدوء العامة.
أمّا صيفًا فقد اعتدنا منذُ أمدٍ بعيد عطفًا على المناخِ الفسيولوجيِّ المائلِ للاعتدالِ أنْ نحظى بدرجاتِ حرارةٍ مقبولةٍ، ولكن تحملُ بعضُ الفتراتِ الزمنيةِ تطاولًا في سطوعِ شمسِ الفكرِ فتلقي بآثارها على جسدِ اللحظةِ وسطَ توقعاتٍ بدرجاتِ بوحٍ تفوقُ في ارتفاعها مستوى الصمتِ الاعتياديِّ مع تنبيهاتٍ مشددةٍ على ضرورةِ تناولِ النصوصِ السائلِ حبرُها توازنًا وألقًا والمرطباتِ التي تمنحُ التعابيرَ دهشةً ياسمينيةً منعشةً، بينما تكونُ رياحُ الوقتِ غربيةً معتدلةَ السرعةِ تنشطُ أحيانًا مثيرةً للغبارِ في عينِ اللحظةِ قبيلَ نظرةٍ ثائرةٍ على مضمونٍ عاصفٍ!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى