سواليف
بدءاً من الإعفاءات ومروراً بإلغاء تأشيرات الدخول وليس انتهاءاً بمعاملة السائح العربي بنظيره المحلي، تواصل الحكومة تنفيذ رزمة من التسهيلات لإعادة الربيع للسياحة الوافدة إلى المملكة.
ولم تتوقف الجهود الأردنية عند ذلك الحد، بل شملت أيضا وسائل ترويجية مبتكرة من بينها السعي لادراج المعالم السياحية الأردنية في لعبة البوكيمون الشهيرة.
الأردن الذي تأثرت سياحته الوافدة بشكل مباشر بالتوترات الأمنية في دول الطوق (سورية والعراق)، يحاول إعادة الثقة للسياح الأجانب بزيارة معالمه السياحية التي تزيد عن 200 معلم، منها ما هو مدرج على لائحة التراث العالمي.
وأعلنت وزارة السياحة والآثار أخيرا، إعفاء الفعاليات والمهرجانات الفنية التي تقام في المملكة من الرسوم الجمركية وضريبة المبيعات العامة والخاصة، ورسوم طوابع الواردات وضريبة الدخل المفروضة على الأدوات الموسيقية وعقود منظمي الحفلات على الفنانين عند احيائهم الفعاليات والمهرجانات.
ووافقت الوزارة على معاملة السائح العربي، معاملة المواطن الأردني عند استيفاء الرسوم المقررة لدخول المواقع السياحية والأثرية حتى نهاية العام الجاري.
وبدأ الأردن منذ مطلع العام الجاري، تنفيذ إعلانات ترويجية داخل البلاد وخارجها لعرض أبرز المعالم السياحية فيها، مبرزة عامل الأمن والأمان في إعلاناتها.
وكشف رئيس هيئة تنشيط السياحة الأردنية عبد الرزاق عربيات، إن الهيئة خاطبت بشكل رسمي شركة “نينتيندو” بإدراج مناطق سياحية في لعبة “بوكيمون غو” (إحدى الألعاب ذائعة الصيت على الأجهزة الذكية) بهدف الترويج لعالم السياحة الأردنية.
وأشار عربيات في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي، إلى أن الهيئة “تحاول بأي طريقة ممكنة أن تستغل كل الوسائل التقنية والتقليدية المتاحة للترويج للسياحة في الأردن”.
وشهدت صناعة السياحة الأردنية للشهور الخمسة الأولى من العام الجاري، تراجعاً مع استمرار التوترات الأمنية في دول الطوق للمملكة (العراق وسورية).
وأظهرت أرقام صادرة عن وزارة السياحة والآثار الأردنية، أن 1.864 مليون سائح زاروا المعالم السياحية في البلاد خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري، مقارنة مع 1.916 مليون سائح في الفترة المناظرة من 2015، بنسبة تراجع بلغت 2.7٪.
وبناءً على إحصائيات الوزارة، بلغت قيمة إيرادات السياحة للأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري 1.103 مليار دينار (1.554 مليار دولار)، مقارنة مع 1.108 مليار دينار (1.561 مليار دولار) في الفترة المناظرة من العام الماضي.
وأرجع رئيس جمعية وكلاء السياحة والسَفر الأردنية (غير حكومي)، شاهر حمدان، تراجع قطاع السياحة إلى مجموعة من العوامل المختلفة، أبرزها “الأحداث التي تمرَ بها المنطقة العربية، إضافة إلى ضعف الترويج السياحي للأردن في العالم، وعدم تنويع الأسواق المستهدفة.. يتم التركيز على أوروبا وأمريكا بشكل خاص وهي أسواق تقليدية دون النظر للأسواق الأخرى كآسيا وغيرها”.
وأضاف حمدان، أن عدم تطور المنشآت السياحية المحلية في وسائل تعاملها مع السائح وغياب صناعة الضيافة والاستقبال، انعكس سلباً على صورة الأردن وأثر على تراجع السياحة الوافدة”.
وتشهد سورية شمال الأردن ثورة وتوتر أمني منذ نحو 3 سنوات، وازدادت حدتها خلال العام الماضي، بينما تحارب العراق، تنظيم داعش في العديد من المدن، إضافة لاستمرار التوتر الأمني منذ الإطاحة بالنظام السابق، بينما تشهد الأراضي الفلسطينية، بين فترة وأخرى توترات أمنية آخرها الهبة الشعبية التي ما تزال أحداثها متواصلة منذ تشرين أول (أكتوبر).
وأعلنت هيئة تنشيط السياحة نهاية العام الماضي، أن أعداد السياح الأجانب الذين زاروا الأردن انخفض بنسبة 6% في 2015، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2014، إلى نحو 2.7 مليون سائح، بسبب “الاوضاع الأمنية في المنطقة”.
ويبلغ عدد العاملين في صناعة السياحة الأردنية، وفق بيانات وزارة السياحة، نحو 50 ألف موظف وعامل في الفنادق ومكاتب السياحة والسفر ومكاتب تأجير السيارات ومتاجر التحف الشرقية والأدلاء السياحيين ومرافقي الرحلات وشركات النقل السياحي ومراكز الغوص والرياضة المائية.
ووفق أرقام وزارة السياحة الأردنية، تشكل حصة السياحة من الناتج الإجمالي المحلي 18٪ للعام الماضي 2015.
(الأناضول)