الأردن ومأزق «باب الرحمة»
الاردن قلق ومحرج من السلوك الاسرائيلي العنيد تجاه مصلى باب الرحمة، فقد قررت محكمة صهيونية اغلاقة 60 يوما، بانتظار حسم الخلاف حوله.
قبل قرار المحكمة، جرت مفاوضات اردنية اسرائيلية حول مصير مصلى الرحمة، والى الآن لم نعرف كيف سارت الامور واين اتفق الطرفان واين اختلفا.
الاردن يشدد على أن مبنى باب الرحمة يعتبر جزءاً أصيلاً من المسجد الأقصى المبارك، بمساحته البالغة 144 دونماً، وأن إدارة أوقاف القدس هي السلطة صاحبة الاختصاص الحصري في إدارته.
نشدد، نعترض، ندين، نطالب، مع كل ذلك تبدو اسرائيل صاحبة الكلمة العليا في اتخاذ القرارات، حتى إنها بدأت تقوم بعملية تربيط ذكي لمقاومة المقدسيين ونضالهم.
باب الرحمة، ملف، الى الآن، لا استطيع الجزم بدور الاردن في «نكشه» وجعله ساخنا حاضرا على الطاولة في هذا التوقيت الحرج، فلا ادري اهو ورقة اردنية ام عبء عليها؟
لكن حتى الآن لا تبدو الاردن قادرة على ردع اسرائيل عن غطرستها في موضوع باب الرحمة، وتبدو الانتخابات المقبلة في اسرائيل وقرار المحكمة منسجمان في تبريد الملف وجعله انتصارا صهيونيا.
قبل ايام نشرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية، تسريبا عن كوشنير، يقول ان ثمة رغبة امريكية اسرائيلية مشتركة باستبدال وصاية الاردن وإعطائها للمغرب والسعودية.
هذا الامر يضغط على الاردن، ومرة اخرى لا زلنا لم نعرف ماذا سمع او عرف الملك تجاه هذا الموضوع في زيارته الاخيرة لواشنطن.
خيارات الاردن محدودة، حتى ورقة السفراء «العلاقات مع تل ابيب» لا تبدو في وارد التفكير الرسمي، فحجم الضغوط وما ستحمله الايام القادمة من مفاجآت يجعل الاردن اكثر حرصا على توتير الاجواء او قطع العلاقات.
الاردن يناور بمجلس النواب وتصعيده، وهذا لا يكفي، فمعركة باب الرحمة مرحليا، تحتاج الى خروج مشرف منها، ولعل الاعتماد ومساعدة المقدسيين يبدو خيارا جيدا.
على كل الاحوال، يواجه الاردن في ملف القدس ضغوطا تفوق طاقاته، ويحتاج الى دقة وهدوء في خياراته، مع ضرورة الابقاء على ان القدس والمقدسات وحل الدولتين مصلحة حيوية اردنية لا تنازل عنها مهما كان.
من هنا ندعو الدولة الى مزيد من الوضوح مع الشارع، شاركونا ضغوطكم، فلا طريق لمواجهة كل ذلك الا بجبهة داخلية تعرف ما يجري وتنسجم مع الرسمي في صلابتها ومواقفها.