سواليف
تلقى #اللاجئون #السوريون الذين يقطنون خارج #المخيمات خبر قطع #المساعدات #الغذائية عما يزيد على 20 ألف عائلة سورية، بصدمة كبيرة وارتباك، حيث تمثل هذه المساعدات بالنسبة لهم بصيص أمل لمواصلة الحياة والاستمرار في تلبية الاحتياجات الأساسية للعيش.
فبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أعلن حديثا أن 21 ألف لاجئ سوري في الأردن لن يتلقوا مساعداتهم الغذائية الشهرية اعتباراً من يوليو بسبب نقص التمويل، ويحتاج برنامج الأغذية العالمي وبشكل عاجل 58 مليون دولار أمريكي لمواصلة تقديم المساعدات الغذائية الشهرية لنصف مليون لاجئ حتى نهاية العام.
وأشار البرنامج إلى أن التمويل في الوضع الحالي غير كاف لتلبية #الاحتياجات #الغذائية لجميع اللاجئين في الأردن، وفي حال عدم تلقي المزيد من التمويل قد يجد البرنامج نفسه مجبراً على قطع المساعدات الغذائية عن ربع مليون #لاجئ آخرين يقيمون خارج المخيمات في نهاية شهر سبتمبر.
اللاجئ السوري أحمد الديري قال: «عندما سمعنا خبر قطع المساعدات الغذائية أصابتنا حالة من التخبط والإحباط، فأوضاعنا المعيشية معدومة ولا فرص عمل موجودة لشبابنا بسهولة، ومع ذلك فإن قرار العودة إلى سوريا سيكون من خيارات عدد محدود من العائلات لاعتبارات لا حصر لها».
أضاف الديري الذي يقطن في محافظة المفرق لـ«البيان»: «يجب أن ينظر المجتمع الدولي للاجئين بعين الرحمة، وأن يزداد تمويلهم للبرامج الداعمة لنا، فمشكلتنا لا تزال قائمة، والوضع في سوريا لم يستقر تماماً، عندما نفكر في العودة ونسمع أن نسعر كيلوغرام الخبز يبلغ 1500 ليرة سورية، وأسطوانة الغاز بـ 60 ألف ليرة وأسعار خيالية لكل الأساسيات، علاوة على أن الكهرباء لا تأتي يومياً، وغيرها من القضايا نتردد في أخذ مثل هذه الخطوة».
واصل قائلاً: «المساعدات الغذائية مهمة بالنسبة لنا، فنحن كعائلة نحصل شهرياً على 120 ديناراً، وفي السابق كانوا يمنحوننا على الشخص 23 ديناراً، والآن أصبح 15، وهو فرق سوف نلاحظه، في الأمس حدثني قريبي وهو بعمر الستينات وأولاده متزوجون ويعيش وحده مع زوجته وتم قطع المساعدات عنه، فكيف له أن يعيش وهو لا يستطيع العمل فعلياً بسبب كبره ومرضه، وأبناؤه لديهم عائلات يريدون الإنفاق عليها!».
يعتقد الديري أن هذا سيدفع ثلة قليلة من العائلات للعودة وإلى الأماكن الآمنة، أما الأغلبية فستبقى وتبحث عن العمل في ظل ارتفاع معدلات البطالة بين صفوف الأردنيين، وفرص عمل محدودة جداً للسوريين في ظل جائحة كورونا.
2%
الاستراتيجية الإقليمية لاستضافة اللاجئين 2021-2022 كشفت أن وباء كورونا هدد استقرار مستوى حياة اللاجئين السوريين في الأردن بعد أن تراجعت بعض المؤشرات المتعلقة بحياتهم ست سنوات إلى الوراء، الأمر الذي تبددت على أثره جهود مساعدة اللاجئين خلال الأعوام الماضية، وبينت الاستراتيجية أن معدلات الأمن الغذائي اليوم أصبحت مساوية لتلك الخاصة بعام 2014 إضافة إلى التحديات الموجودة مسبقاً، وأنّ 2 % فقط من أسر اللاجئين تستطيع تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية دون أي استراتيجيات سلبية للتكيف.
معاناة
اللاجئ السوري علي الجاسم يؤكد بدوره أن قطع المساعدات الغذائية يشمل عدداً كبيراً من العائلات، ورغم أن هذه المساعدات تعد بسيطة، إلا أنها تشكل أمراً مهماً بالنسبة للعائلات اللاجئة التي تعيش ظروفاً صعبة زاد تعقيدها منذ أن بدأت الجائحة، فهذه المساعدات نتلقاها نقدياً ومن الممكن أن نستفيد منها في توفير جزء من الفواتير المتراكمة علينا، سواء الكهرباء أو الماء أو إيجار المنزل وغيره.
ويعتقد الجاسم الذي يعيش في محافظة عمّان أن عدد العائلات التي ستعود قليل، ويجب أن يكون لهم ترتيبات معينة لمساعدتهم للاستمرار في الحياة، أما العائلات التي لا تفكر بالعودة فهي بسبب تجنيد الشباب، حيث لا ترغب بتجنيد أبنائها، أو بسبب وجود إشكاليات أمنية تمنعها من العودة.