#الأردن بين #الواقع و #الخرافات
المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
يشهد #العالم تغيرات وتحولات كبيرة جداً وأهم تجلياتها بداية نهاية البلطجة الأمريكية على #دول_العالم_الثالث وسرقة ونهب ثرواته وانحسار وانكفاء دور دول الغرب الاستعماري، هذا الغرب بقيادة #أمريكا ما كان يوماً إلا مزعزعاً للأمن والاستقرار العالمي ومعادياً لحرية الشعوب وداعماً لانظمة الحكم الديكتاتورية الأمر الذي مكنهم من نشر منظومات الفساد وإغراق الدول بالمديونية والهيمنة على سيادتها والتحكم بسياساتها وقراراتها بما يخدم مصالحهم وأهدافهم ، لقد كشفت الحرب الأوكرانية هشاشة النظام العالمي الغربي وازدواجية معاييره .
أمام هذه المتغيرات لا نلاحظ اية تغيرات داخلية لمواجهة المخاطر الحاضرة والمستقبلية ، فلا زلنا نمارس نفس السياسات الخرافية العبثية ، هذه التحديات تتطلب الشروع فوراً بإصلاحات سياسية حقيقية بعيداً عن مخرجات اللجان السابقة التي لن تؤدي إلا إلى مزيداً من الفشل ، أي إصلاح اقتصادي لن يكتب له النجاح إن لم يسبقه إصلاح سياسي ديمقراطي شامل ، لكننا للأسف لا زلنا نعيش نفس الخرافة والأوهام حيث نتغنى بالاصلاحات الوهمية وبدلاً من التوجه للعمل المؤسسي والتشاركية في إدارة الدولة نكرس حكم الفرد ، هذا الحكم الفردي الذي فشل خلال مائة (100) عام من بناء دولة مدنية مزدهرة لن ينجح حتى في رمي طوق النجاة لها من الغرق المحتّم بعدما كُبلت بالفساد والمديونية ، نتحدث عن خرافات المبادرات التنموية لكننا في الواقع مكبلين باتفاقيات مع أخطر كيان عنصري تحرمنا وتمنعنا من الاشتثمار في مواردنا الطبيعية ونعيش في ظل احتلال أمريكي داعم لهذا الكيان يسيرنا ويزج بنا في مشاريعه العدوانية ، وما خرافة الناتو العربي التي أطلقناها والتي رفضها النظام الرسمي العربي قبل الشعوب العربية إلا حصان طرواده الذي يحلم به الكيان الصهيوني لمواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية ، أما الواقع فنحن بأمس الحاجة للانفتاح على عالمنا العربي والاسلامي والتكتلات الاقتصادية الناشئة وإدارة الظهر وإنهاء التبعية للأمريكي وإنهاء وجوده على الاراضي الاردنية وإلغاء كل الاتفاقيات مع دويلة الكيان الصهيوني .
نتغنى بخرافة الأمن والامان ! لكننا بالواقع نفجع كل يوم بمصيبة أخطر من سابقاتها من جرائم وحوادث ومآسي هجينة وغريبة عن قيمنا وسلوكنا وعاداتنا وانتشار واسع للمخدرات والعنف والسلب والنهب ، هذه الظواهر لا تواجه باجراءات رادعة وإنما يتم التعتيم على الكثير منها وطمس ملفاتها ! بالوقت الذي نجد فيها حشد كل الطاقات الأمنية لقمع وقفة احتجاجية أو مطلبية ما !
هناك الكثير الكثير لا مجال لذكره بين الواقع الذي نعيشه وعالم الخرافة والأوهام الذي نسمعه من تطبيل وتزمير ووعود ومبادرات وولاء وانتماء وديمقراطية واستقلال … الخ كلها تقودنا الى الهاوية ، كل المؤشرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية تقرع لنا على مدار الساعة جرس الانذار ! لكن يبدو أننا مصابون بالصمم وعمى الألوان فلا نرى ولا نسمع ! وكل ما يحدث هو في جزر الكاريبي !