سواليف
– ضعف الطلب أبرز مخاوف تجار المواشي قبيل العيد
– تبعات كورونا أثرت على المالية العامة للمواطنين
– أعداد الماشية كافية لأي ارتفاع محتمل في الطلب
يخشى مربو وتجار المواشي في الأردن، حدوث تأثر في الطلب على أضاحي العيد خلال الأيام القليلة المتبقية، مع تراجع إجمالي الطلب على مختلف السلع الأساسية، كإحدى النتائج لتفشي جائحة كورونا.
يأتي ذلك، بعد إجراءات مختلفة دفعت بها الحكومة الأردنية، لمواجهة تداعيات الأزمة الوبائية، تباينت في أثرها على مختلف القطاعات، لا سيما وأن المملكة تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، فرضتها أزمات المنطقة.
وانطلاقاً من ذلك، يخشى تجار المواشي أن يطالهم أثر الفيروس على مبيعاتهم السنوية، خلال عيد الأضحى، الذي يعتبر موسم الذروة لمربي الثروة الحيوانية.
وفي جولة ميدانية في محافظات الشمال، مع عدد من تجار وباعة المواشي، الذين لم يخفِ التجار قلقهم من تدني مستوى مبيعات الأضاحي لهذا العام.
يقول “وقاص الشبول” وهو تاجرأغنام، إن أسعار الأضاحي البلدية تتراوح بين 180 -270 دينارا (254- 381 دولارا)، بينما المستوردة من رومانيا وإسبانيا بين 145- 210 دينار (204 – 295 دولار).
بينما “صالح اللويبد المساعيد”، أحد تجار الإبل، لم يستبعد أن يكون لكورونا أثر على الأضاحي، وقال: “كورونا أثرت على كل شيء، ومن الطبيعي أن نتأثر نحن أيضاً”.
وتابع المساعيد: “حتى الآن الحركة على مبيعات الإبل ليست كالعام الماضي، لكننا نأمل أن تتحسن الحركة، التي تتضح معالمها من ليلة العيد وحتى نهايته”.
وعن مستوى الأسعار، أوضح بأنها ثابتة؛ لعدم وجود مستوردات بالنسبة للإبل، وسعر الرأس الواحدة تتراوح ما بين 1500- 1700 دنيار (2112- 2394 دولار).
فيما حميدان العظامات، وهو أحد مربي المواشي من محافظة المفرق (شمال شرق)، أعاد تأكيد ما جاء في أحاديث سابقيه بشأن عدم اختلاف أسعار الأضاحي، لكنه بين بأنه العرض أكثر من الطلب.
“العظامات” لم يقلل من أثر كورونا، لكنه أرجع تأثر سوق الأضاحي إلى عوامل أخرى، كاستيراد المواشي من الخارج، وارتفاع أسعار الأعلاف.
تقول وزارة الزراعة الأردنية، إنها تنفذ موازنة بين العرض والطلب لتحقيق مصالح المستهلكين والمنتجين معا، وتسمح باستيراد كميات تكميلية، عوضاً عما يتم تصديره.
في تصريح للأناضول، أشار مساعد الأمين العام للتسويق والجودة، أيمن السلطي، إلى توفر 450 ألف رأس من الأغنام، و15 ألف رأس من العجول، بالسوق المحلية لعيد الأضحى، وكلاهما من المستورد والمحلي.
أما الإبل، فقد نوه بأنه الأقل استهلاكاً بالنسبة للأضاحي، بعدد يتراوح ما بين 200 -300 رأس فقط، وأن حجم قطيعها الكلي في المملكة يصل إلى 13 ألف رأس، دون الحاجة لاستيرادها.
“تم تخصيص أماكن بيع مطابقة للشروط الصحية، وهي قريبة من المستهلك.. بذلك نستطيع القول إنه مع تحديد أماكن البيع نكون قد تجاوزنا أثر كورونا على بيع الأضاحي”.
وتراجع الطلب على السلع في الأسواق الأردنية، على خلفية تفشي جائحة كورونا، بعد غلق الأسواق المحلية لأكثر من 50 يوما واقتطاع جزء من رواتب الموظفين في القطاع الخاص، وعلاوات القطاع الحكومي.
الأردن كغيره من دول العالم، طاله أثر الأزمة الوبائية، لكن المملكة وما تعانيه من ظروف اقتصادية صعبة، دفع وزير المالية الأردني محمد العسعس، للقول بأن توقعات صندوق النقد الدولي تشير إلى انكماش اقتصاد بلاده في 2020 لأول مرة منذ عقود.
وعلى مدار العقد الجاري، نما اقتصاد الأردن بنسبة 2 بالمئة سنويا بالمتوسط، رغم تعرض اقتصاد المملكة لصدمات إقليمية ودولية مطولة، أبرزها أزمة اللجوء السوري.
وتعد المملكة الأكثر تأثراً بما تشهده جارتيه الشرقية والشمالية، العراق وسوريا، وفضلاً عن أثر لجوء أعداد كبيرة منهما إليها، فقد عطلت إغلاقات الحدود لسنوات طويلة إلى تعطل العديد من القطاعات وتراجع حجم التبادل التجاري بشكل واضح.
وسجل الأردن 1154 إصابة بفيروس كورونا، بينها 11 وفاة، و1052 حالة تعاف.