الأردنيون يهجرون “فيسبوك” إلى “تويتر” … لماذا ؟

سواليف

دفعت الاحتجاجات الأخيرة في الأردن، ضد قوانين وإجراءات اتخذتها الحكومة المستقيلة، إلى تغيير مزاج الأردنيين في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، من فيسبوك إلى تويتر بشكل أكبر.

وكان الأردنيون سابقا يوصفون بأنهم “فيسبوكيين”، لتفاعلهم الملحوظ على هذا الموقع، لكن في الاحتجاجات الأخيرة وعلى خلاف أحداث سابقة بات الميل أكثر نحو “تويتر”، وشهدت مجموعة وسوم “هاشتاغات” تفاعلا ملفتا مثل “الدوار الرابع” و”إضراب الأردن” و”هاني الملقي” بالإضافة لـ”عمر الرزاز”.

وعلى مدار 8 أيام من عمر الاحتجاجات في الأردن، تصدر هاشتاغ الدوار الرابع المرتبة الأولى، على مستوى المملكة، وشهد تفاعلا من الشرائح المجتمعية كافة، سواء المسؤولين أو حتى المستخدمين الجدد لتويتر، ما يطرح تساؤلات بشأن الميزة التي وجدها الأردنيون في هذا الموقع أكثر من فيسبوك.

مقالات ذات صلة

تنويع المنصات

وفي هذا الصدد قالت الصحفية الأردنية المختصة في مواقع التواصل الاجتماعي، عبير أبو طوق، إن وجود عدد كبير من المسؤولين وأصحاب القرار، على موقع تويتر دفع الأردنيين للتوجه إلى مواقعهم، ومخاطبتهم هناك.

ولفتت أبو طوق إلى أن منصة تويتر، تعد المكان الأمثل لتناقل الأخبار السياسية، أكثر من فيسبوك، الذي يغلب عليه الطابع الاجتماعي، والأقارب والعلاقات الشخصية.

وأوضحت أن سياسة “فيسبوك” الجديدة، قلصت من البث الإخباري للأفراد، وباتت تقتصر على نقل أخبار المواقع الصحفية الموثوقة، وهذا بالطبع لا يفيد مشاركين في احتجاجات، بحاجة لنقل الأخبار، أولا بأول وبأقصى سرعة.

ورأت أن الأردنيين خلال الاحتجاجات الأخيرة، تغير مزاجهم، من ناحية تنويع المنصات المستخدمة لإيصال صوتهم والتعبير عن آرائهم، وربما لجأ الكثيرون للربط بين حساباتهم في “فيسبوك” و”تويتر”، للوصول إلى أكبر شريحة من المتابعين.

لكن على الرغم من ذلك قالت أبو طوق، إن الأردنيين لم يستغنوا عن فيسبوك، لوجود ميزة مهمة فيه وهي البث المباشر الذي يفتقده تويتر.

وفي المقابل، اعتبرت أبو طوق أن هناك شريحة كبيرة لا تزال تتعامل بطريقة تقليدية مع مواقع التواصل وتفضل البقاء في الفيسبوك، على الانتقال لوسيلة أكثر فعالية في التواصل، ونقل آرائها وأفكارها.

بدورها رأت الناشطة والمغردة الأردنية ديمة الخرابشة، أن الأردنيين لم يتخلوا عن التفاعل عبر منصة فيسبوك لصالح تويتر، لكن ما حصل هو “تحول نحو استخدام الوسيلة المناسبة لخدمة الاحتجاجات”.

المواطن الصحفية

وأشارت الخرابشة إلى أن تويتر منصة للشباب واليافعين والنشطاء السياسيين، وأصحاب الفكر وصناع القرار ولنجاح الاحتجاجات، كان لابد من التوجه هناك بصفته الوسيلة الأفضل، لطرق أبواب أصحاب القرار.

وأوضحت أن تويتر بات مصدرا عالميا للأخبار أكثر من فيسبوك، ويقدم طريقة مختلفة لنقل الخبر، بعيدا عن الصحافة التقليدية.

وقالت إن “المواطن أصبح مصدر المعلومة للجميع، بما فيهم وسائل الإعلام، التي باتت تتسابق لمتابعة المغردين، للحصول على أخبار بعيدا عن الشكل التقليدي، الذي كان فيه الفرد ينتظر وسيلة الإعلام، ليطلع من خلالها على ما يدور حوله”.

ولفتت إلى أن رئيس الحكومة الجديد في الأردن، عمر الرزاز، له حساب نشط ومتفاعل على تويتر، وهناك حسابات للملك والملكة عبر المنصة ذاتها، كذلك الديوان الملكي ورئاسة الوزراء، في المقابل لا تملك هذه الجهات حسابات على فيسبوك، الأمر الذي دفع الكثير من الأشخاص لإنشاء حسابات في تويتر لإيصال أصواتهم.

وأضافت: “حدوث تفاعل بين المسؤول والمواطنين، دفع للتوجه نحو منصة تويتر أكثر من فيسبوك، ومنه ما حصل خلال امتحانات الثانوية العامة العام الماضي، حين طرح أحد الطلبة تساؤلا على وزير التربية في حينه عمر الرزاز الذي اختير لرئاسة الحكومة اليوم، وأجابه بكل طرافة بأن يستمر بالنوم لأن النتائج لم تصدر بعد”.

وتابعت: “لكن الأهم، أن المحتجين لم يكتفوا بالانتقال إلى الشارع لإيصال صوتهم، بل توجهوا إلى حيث المسؤول والاحتجاج أمام حسابه على تويتر” وفق وصفها.

عربي 21

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى