الأردنيون … و المخدرات الفكرية / ا.د حسين محادين

الأردنيون… و المخدرات الفكرية

المخدر هنا هو تعاطي فكرة ما او مادة ملموسه حشيش،حبوب،
كحول..الخ والتي من شان كل منها التأثير السلبي فكرا وسلوكيات على الجهازين العصبيين للافرد والمجاميع فؤ مجتمعنا وجعلهما مُخدرين معا.
بهذا المعنى الشمولي للمخدرات الفكرية وما يُصاحب تعاطيها وانتشارها بيننا من ضبابية معرفية واضطراب سلوكي فكري اقتصادي / سياسي وثقافي؛ فأنها كمخدرات فكرية تقود الى نشر “ازدواجيات” سلوكية ومعيارية في كل شيء في يومياتنا، بحيث يصعُب على المتابع العلمي معرفة أيهما أكثر أهمية من حيث:- الاستمرارية والتاثير والأعلى مكانة بنظر وسلوك الأردنيين هالأيام عشائر او نقابات او منظمات خيرية واعلام مثلا؛ أهُم الوزراء الأفراد كموظفين عامين أم الدولة/الوطن التي عينتهم لخدمتها؟ المعلم ام المدرسة،المال العام ام المعتدين عليه؛العشيرة ام الدولة ،السارق ام العفيف،القانون والمؤسسات ام عائلات والانسباء للمسؤولين المكرسين عبر اجيال ؟
– لقد أشُغلنا وخُدرنا افرادا وجموع بعد ان انفقنا الكثير من الاموال العامة والاجراءات الوقائية وحبر الكتابة وعظا وارشادا هشا ترابطا مع الصور الكثيرة التي تنشر يوميا على ابصارنا وحواسنا عن محاربة المخدرات المادية بانواعها”حبوب حشيش..الخ وهي بالتاكيد من تجارة عالمية سجلت رقم اثنين بعد تجارة السلاح؛ومع هذه المعطيات انقسمنا في نقاشاتنا الاهلية والرسمية مع التقدير للجميع؛ هل الاردن معبرا ام مصدرا للمخدرات خصوصا بعد ان اعُلن القبض على كثيرين من المتعاطين والمروجين ببلدنا “المحافظ” لنتبيّن ان لاجوابا علميا مقعنا للان على اسئلتنا تلك؛ فيبقى غياب الجواب العلمي الحاسم مُخدِرا مُضافا لدافعيتنا المعرفية وحتى التفاؤلية كمثال للوقوف المنقنع ضد المخدرات الى الحد الذي اصبح لدى الناس للاسف تقبلا لها بحكم انها متواجده في الواقع استنادا الى الارقام والكميات الهائلة التي يتم الاعلان عن مسكها وارتفاع نسب جريمة العود لمتعاطيها؟
-الشباب وهم قاعدة الهرم السكاني في المجتمع الاردني وهم ايضا الاعلى نسبا في البِطالة والفقر خصوصا من يقنون خارج العاصمة عمان اي في المحافظات والالوية جراء غياب القطاع الخاص في تلك المناطق؛ولعل ابرز انواع المخدرات الفكرية التي يقعون تحت تاثيريها كشباب من الجنسين من قِبل المسؤولين غالبا هو كثرة بث رسائل التنمية والتفاؤل الصورية ؛ ما يقود بدوره الى زيادة الفرح الوهمي عند شبابنا في حين ان معطيات الواقع الحياتي تشير الى تنامي نسب الفقر والبطالة والمديونية جراء سياسات شيّاب السياسة والاقتصاد والمُصريِن للآن على الحديث والعمل نيابة عن الشباب المُخدرين بدورهم جراء هذه الازدواجيات الفكرية والسلوكية المعبرة عنها الفجوات بين الجيلين؛ الامر الذي قد يقود لاسمح الله الى انحياز شريحة شبابنا الى التطرف اكثر وهذا ما يعززه واقعهم الأنسحابي المُحبط؛ وهذا ما يُفسر علميا تدني نسب مشاركاتهم في الاعمال التطوعية والانتاجية؛ لابل حتىندرة نسب مشاركتهم في الانتخابات الاتحادية كقطاعات بالمدارس والجامعات والعامة منها كالبلديات والنيابية والنقابات المهنية .
اخيرا ؛لابد من توسيع مفهوم وتشخيص الواقع الحياتي للاردنين من مخدرات مادية الى “المخدرات الفكرية” بتنوع عناوينها واماكن تواجدها فالتشخيص الدقيق للوجع انطلاقا من الجزء الى الكل جزء من معالجة اسبابه ونتائجه..ماذا نحن فاعلون؟
* ملاحظة”المخدرات الفكرية “نحت لغوي ودلالي تنويري جديد للكاتب؛ ويتضمن ايضا منظومة تدريبية على الكثير من انواع الخدر كجزء تكاملي مع هذا التشخيص الاشمل لواقعنا الحياتي أردنيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى