الأردنيون خائفون ! / د.محمود الحموري

الأردنيون خائفون !
الأردنيون خائفون، ونشاطاتهم الإقتصادية والمعيشية بالحد الأدنى، ودون توقعات حكوماتهم التي لا ينفع تبديلها أو اعادة تشكيلاتها الكثير ولا يحدث الفرق المأمول وذلك للأسباب التالية:-
1. غموض صفقة القرن، عند المحكوم وربما عند الحاكم ! علماً بأنه قد تم تنفيذ الصفقة مع بداية توقيع ترامب على وثيقة نقل سفارة بلاده للقدس وتم تعزيز نقل السفارة باقرار ضم الجولان العربي السوري المحتل لاسرائيل، وذلك بما يشبه وعد بلفور وتوابعه، برغم ان الأمم المتحدة ومرجعياتها القانونية والأخلاقية والدينية لا تقر بذلك، وهي المنظمة التي لا تستطيع أن تفعل شيئاً للتماشي مع الحق.
2. إغلاق مكاتب وكالة الغوث الأممية الخاصة بغوث وتعليم وتشغيل اللاجئين وهي التابعة لمنظمة الأنوروا التي تعمل ضمن إطار الأمم المتحدة وقراراتها.
3. إلغاء حق العودة وهذا يعني أن الجيل الذي غادر أرضه مجبرا قد قضى ومضى إلى الموت بسبب انقضاء الأجل ولا يحق لنسله وأنسابه أن يرث ذات المكتسبات علاوة على أن أرض ما يسمى بأرض الميعاد لا تتسع للاسرائيليين وللفلسطينيين الذي هم في فلسطين وفي الشتات.
4. إمكانية التعويض ستكون شحيحة إن تمت وستدفعها ربما السعودية والإمارات وقطر … ودول عربية أخرى، والتي سيكون لها تشبيك وشراكة مع القوى العظمى وبعض الدول الأقليمية وهذا يضعف من دور الأردن، الملتزم دوما بالقضية الفلسطينية.
5. الخوف من تلاشي حقيقة ورمزية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى القدس الشرقية.
وهكذا يخضع الأردنيون لعملية تخويف مستمرة من إمكانية تحويل بلدهم ايضا إلى وطن بديل، علاوة على تخويفهم من تحول الأردن إلى ساحة صراع فيما لو تم الإصرار على المضي في مسيرة الإصلاح الحقيقي والشامل، ويتم تخويفهم كذلك باستدعاء ما يجري خارج الحدود الأردنية من دمار وخراب وفوضى وبالتحديد في سوريا ومصر وليبيا لتعزيز تلك المخاوف .
لكن مصلحة الأردن هي الأمن والاستقرار، وتتطلب أن تتحول مؤسسة الحكم إلى نظام حكم ديمقراطي مؤسسي حسب ما ينص عليه الدستور وبما يؤدي إلى تداول السلطة بشكل سلمي وأن تقع مسؤولية اتخاذ القرار على مؤسسات الدولة الدستورية، كل حسب اختصاصه ويكون رأس الدولة هو رمز الوطن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى