الأردني؛ سيخ شاورما.. وسكين حكومته حامية!

الأردني؛ سيخ شاورما.. وسكين حكومته حامية!
عبدالناصر الزعبي

زميل الرحلاية العقيد المتقاعد وليد عياصرة يتخيل معلم الشاورما وهو يقلب سيخ الشاورما، وكلما لذعت النار جانباً منه ونضج يبدأ من فوره بقص اللحم المحمر، بعدها يلقم جانباً آخر من السيخ للنار يتلظى.. فالمطلوب ان تستوي اللحوم بسرعة لتلبية طلبات الزبائن دافعي فاتورة وجباتهم.

زميل الرحلاية وفي إحدى جولات جيل 1966م الذين ارافقهم كوني منهم.. يتخيل حكومتنا الاردنية وكأنها هي معلم الشاورما ويتخيل الأردانة بلحمهم وشحمهم يخترقهم السيخ من الوسط ومنصوبين على الشواية، ويسهب وليد في تخيله وهو يرى الحكومة تقلب شعبه على النار وتدير السيخ لتشوي جانبا وتقطع من جانب آخر اللحم المشوي بسكين حاد، وبحسبه: “بسكين حامية”.

زملائي التقوا بعد مضي خمسين عاماً من اعمارهم وقد ساهموا كغيرهم من الأجيال الأخرى في بنيان بلدهم ورفعته.. لكنهم وجدوا حكوماتهم المتعاقبة قد بددت مقدرات وطنهم، وتصر اليوم ان تكون معلم شاورما لتمارس ضرب “السكين الحامي” بلحم المواطن المشوي على نار أشعلتها فجاجتها ورعونتها وفسادها المستمر منذ عقود.

الزميل المقدم المتقاعد مصطفى العفيف يستغرب كيف للمسؤولين أن يعجزوا عن تقديم الحلول المناسبة لقضايا الوطن والمواطن.. حيث يسترجع ويستذكر عهده وزملائه في قيادة الأمن العام حين كانوا يسهرون الليالي الطوال لا يعودون لبيوتهم حتى تستقيم الأمور، كل الأمور.

زميلنا الملاكم كمال ابو كايد المقابلة بوزن 160 كلغم الذي حقق بطولاته ووهبها للوطن يؤكد انه لن يقبل ان يكون شكة سيخ ويؤيده كل زملاءه الحضور وبنفس الرجل الواحد.

يتذكر زميلنا سعيد العطروز كيف كان معلمنا علي الشبلي العتوم يعطينا دروسا في الوطنية الحق.. ويقول لنا: هذا وطنكم وهذه بلدكم وانتم عجولها ولا اريد الاخلال بدفتر الاسرة. فحدود مسؤوليتنا كانت تنظيم دفتر الأسرة والذي كنا نجمع له “شلن” خمسة قروش اسبوعية من الطلاب القادرين، لنحل بعض القضايا والمشاكل التي تواجه نا.. نحل أغلبها فقط من هذا التبرع البسيط، ونقوم بعمل مشاريع عديدة منه، ونساعد المعوزين من زملائنا، كل هذا من دفتر الاسرة الذي كان معلمنا يخاف ان نخل به أو نضيعه حتى لا يضيع الوطن.

في اجتماعنا الأخير قلنا بلسان واحد: يا خيبتك فينا يا معلمنا.. فها نحن اليوم اضعنا الوطن وما ابقينا عليه ولا حتى على دفتر الاسرة المفلس.

نعم.. حكوماتنا لم تعد تعرف شيئا ولا تحسن إلا أن تحمي نار اسياخها التي تخترق المواطن من وسطه وتزيد من بهارات الشطة اللاذعة والفلفل الحراق.. وتقطع بخبرة منقطعة النظير من لحمنا المصلي بسكين حامية!

طبعا المايونيز علينا..!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى